“وَلي في حَيفا بِساطُ أَرض مَغروسَةٍ بِعشق الوَطن في وَسطها شَجرة ذات ظلٍ وفير من الأمان وجَدول ماءٍ يروي ظَمأَ المُشتاقين يَعلوه قِطعةٌ سَماويةٌ زَرقاء هِيَ أَيضاً لي مُطرزٌ على أطرافها بِضع نَجمات وقَمرٍ يُدعى "وَطن" *** حَيفا مُنذُ سنين تَغرفُ من قَلبي الحَنين تَعب السِنين سنابل القَمح وحَقولاً من الياسمين *** حَيفا الأم ،الأخت والصَديقة رَفيقة الروح الندية الوفية وقطعةً من فلسطين الأبية **** حيفا يا صَديقة طال الفراق وصودِرت الأحلام وخُتمت الذاكرةُ بالشَمعِ الأَحمر *** فأن تَكون فلسطينياً وابن حَيفا يعني نُدبة في القلب والذاكرة منذ الولادة و للأبد”
“فلسطين ♥ حيفا أنا من هُناك و سأعود يوماً إلى هذي الأرض .. سأعود و سأنثر من ترابها على قرب درويش لينام مُرتاحاً !”
“إلتقينا إذاً .. و كُنتَ معها .. تلكَ التي تَجلس في سِيارتك .. إلى جانبك تَحديداً و رُبما في قَلبكَ أَيضاً .. تَبتسمُ لَكَ .. و تَنظُرُ في عَينيكَ بِلا وَجل .. و في المُقابلِ .. كُنت أنا بِجانبه .. ذلك الرَجلُ الذي تَركتُكَ من أجله .. إنه الرجل ذاته .. الذي تَعب في تَربيتي عُمراً كاملاً فَخشيتُ أن أهدم ثِقته ! نعم إنه أبي !”
“من يترك في قلبك فرحا و يمسح من عينيك دمعة عالقة و يربت على كتفك ذات حزن يستحق أن يدعى صديقا”
“أنا أَيضاً بشرٌ مثلهم ، يوجعني الغياب ، أحتاجُ أن أَبكي بلا أَسباب .. أحتاج الكثير من الهدوء .. و بعض الانعزال .. أنا أَيضاً مُثلهم .. أَحزن ، أَبكي ، أَضعُف ، أَنهار ، أَحتاج من يَقفُ جانبي يَسندني في عثرتي .. يَشُّد من عزيمتي .. أنا أَيضاً أحتاج أن أَختلي بنفسي ، حتى أَسمع صوت الأَنين داخلي !”
“نَسيمٌ عليل يُداعب أصابع هذا المَساء الذي يُربتُ على قَلبي بِرفق . كُوب شوكلاه أغرق في تفاصيله مَجموعة أشعار تأخذني من يدي إلى عالمٍ لا يَفهمه إلا أنا و ذاك الأمير المتوجع على عَرش قَلبي !”
“صُداع فريدٌ من نوعه يقرع طبولهُ في رأسي منذ أيام .. محاولات النوم تَفشل منذ أُسبوع بسبب الصَخب الذي يملأُ أروقة المنزل .. والذاكرة التي لا تكاد تتركني حتى تعود بوجعٍ أكبر من الذي يسبقه .. كل هذا الضجر حولي يجعلني أُحاول كسر حاجز الصمت ما بيني و بيني .. أو حَبس سيل الدموع الذي يفيض كلما قرأت تلك الحروف المُكدسةٍ في صندوق بريدي .. أُحاول إختراع طريقةٍ تأخذني بعيداً عن هذا الوطن ، الذي كلما حاولتُ أن أسرق من حروفه ابتسامةً زرع على شفاهي ألفَ سببٍ للبُكاء … مُتعبة حد اللا وعي .. حد المُوت الذي يتربصُ بأبطال معركة الأمعاء الخاوية الموت الذي يَجعلني أقف بائِسةً في احتقارٍ تام لِكُلِ مَلذات الحياة ! حتى أنيّ في الآونةِ الأخيرة ، ما عُدتُ أشبهني كثيراً .. لستُ وحدي ، كثيرةٌ هي الأشياء التي باتت مُختلفة جداً عما كانت عليه .. بدأً من كُتبي و غرفتي الوردية و انتهاءاً بهذا الوطن الكبير حد الضيق و الاختناق ! **** أبصر من خلف النافذة لوحةً للربيع الذي لم يلبث في حيِّنا أكثر من المسافةِ الفاصلةِ بين البرق و الرعد ! و طيوراً فَقدت في ازدحام الحياة كثيراً من بهجتها .. و مبانٍ تشكو بضجر من حرارة هذا الصيف الذي أتانا على عجل ! و أُغنية قديمة تثيرُ في نفسي الشجن !”