“اللمعان صفة لا تكتسب و لكنها توهب لأناس دون غيرهم ، و اللامعون يولدون و أماكنهم محفوظة على القمة ، يكفيهم أن يعملوا ببعض الإتقان حتى ينهمر عليهم الإعجاب و التقدير ، أما غير اللامع فإن إجتهاده معركة يائسة ضد الطبيعة و قوانينها ، و لا بد أن يخسرها في نهاية المطاف”
“إن كل مبطل على وجه هذه الأرض لا بد أن يلبس باطلة بثوب الإصلاح و زخرف القول؛ حتى يروج بين الناس، لأن الباطل قبيح و مسترذل و كروه و بشع، فحينما يظهر الباطل على حقيقته، و يعرى على صورته، لا تقبله النفوس، و لا ترضى به الفطر السليمة و المستقيمة. و لذلك يلججأ العلمانيون و التغريبيون إلى إلباس طرقهم و أساليبهم و أهدافهم و أفكارهم لبوس الإسلاح و الحرص على المصلحة و غير ذلك.”
“عليهم أن يجاهدوا في نفوسهم هوى السلطة و زينة مقاعد الحكم، و أن يجتهدوا قبل أن يجهدوا الآخرين بحلم لا غناء فيه، و أن يفكروا قبل أن يكفّروا، و أن يواجهوا مشاكل المجتمع بالحل لا بالهجرة، و أن يقتصدوا في دعوى الجاهلية حتى لا تقترن بالجهل، و أن يعلموا أن الإسلام أعز من أن يهينوه بتصور المصادمة مع العصر، و أن الوطن أعز من أن يهدموا وحدته بدعاوى التعصب، و أن المستقبل يصنعه القلم لا السواك، و العمل لا الاعتزال، و العقل لا الدروشة، و المنطق لا الرصاص، و الأهم من ذلك كله أن يدركوا حقيقة غائبة عنهم، و هي أنهم ليسوا وحدهم..جماعة المسلمين”
“صوته المجروح هذا عبث فى داخلى و لم يُعد ترتيبى مطلقاً، إنه وقع رجل غير رتيب على امرأة لم تظفر يوماً إلا باشيائها الرتيبة، و حدودها المغلقة و قوانينها الصارمة، هذا ما يجيد الرجل أن يفعله و لا يُزاحم فيه، أن يجعل من المرأة امرأة، و لا سوى ذلك.”
“لا فائدة، نحن ضحايا و مذنبون معاً، ضحايا لهذا الزمن و لهذه الظروف و ضحايا لتربية شديدة المثالية تلقيناها و لأوهام شدية القوة عشناها، و مذنبون لأننا صدقناها و لم نتمكن من الخروج من أسرها، و الآن أعلم علم اليقين أن الوقت قد حان كى اتوقف عن التصديق و عن الاتباع و أن ادرك أن كل هذ الحلم هو محاولة يائسة. و لكنى لا استطيع التوقف عن التصديق و الاتباع دون أن اموت من الملل و الاكتئاب، و من ثم فإن الخيار الحقيقى هو بين الوهم أو الموت، و ذلك قاع المأساة.”
“يا بني اعلم أن الخيرية ليست صكاً يمنحه الله سبحانه و تعالى لفريق من الناس على بياض دون غيرهم أبد الآبدين لمجرد أن اسمهم " الإخوان المسلمون " و لكن الخيرية مرتبطة بالنية و الإخلاص و العمل فإذا تاهت منا الخيرية تاهت منا خطواتنا و وقعنا في حفر لا أول لها و لا آخر و لن ينفعنا ساعتئذ اسمنا أو شعاراتنا أو هتافاتنا.”