“هل تتذكرونتلك المسافة الطويلة التي مشيناهاكي نقعد على حجر؟المسافة الطويلة كي نطردالذئابَ التي تأكل الخراف في قلوبنا وكينبقى أبرياء من دم الأرضودم المسافة؟ هل تتذكرون العصافيرالتي أردنا ذات يوم أن تكون بيننا وبينها قربىفزقزقناوانهمر الرصاص علينا؟ تلك المسافةتلك المسافة الطويلة نحو خروفنحو عصفورنحو حجر.”
“رصف حجراً فوق حجر تاركاً فراغاًكي تتنفَّس الأحجارفي الحجر روحٌ، قالوقد تكون بين حجر وحجرعشبة تريد أن تنبت.”
“المرافق الغريب الذي لا نعرفهاقتلع خطواتنا من أقدامنا ورماها في النهرصارت أقدامنا في مكانوخطواتنا في مكان آخر يتقاذفها ماءلا نعرفه أيضاً.مَن جاء بالمرافق إلينا مَن قال نريد رفيقاً؟نَبَتَ هكذا فجأةً من تيهتيهِ الرحلة أو تيهِ سؤالٍ قد يكونخرج من فمِ واحدٍ يمشي بيننافقال "رفيقاً"ويقصد عطش المسافة، أو الاستراحة.لكنَّ ما حدث أنَّ الرفيق جاءرمى خطواتنا في النهرواختفى.”
“هل هذا منظرٌ لائق؟في يدي يومٌ قتيلوأريد أن أدفنه بهدوء.”
“هل كان عليَّ أن أرتطم بنفسي كلَّ هذا الوقت، ويرتطمَ كلُّ شيء بي، لكي أصير في النهاية فريسة صامتة؟ ألم يكن في وسعي، من زمان، أن أخفّف عن هذا العالم الضاجّ، صوتًا؟”
“كانَ بيننا، ذاتَ يومٍ، قَسَمٌ ألاَّ نفترِقَشرَّعْنا الأبوابَ والنوافذَدَعَوْنا الجيرانَ والمارَّةَ والنسيمَورطوبةَ العُشْبِ كي تدخلَوتتدفَّأَ عندنا،كانَ بيننا قلبُ لَوْزٍاقتسمناهُ على الطريقودخلْنا.”
“بينهما تلك المسافة الأزلية, التي ترمي بظلها ثقيلاً لتكون أبديةً أيضاً, المسافة الصغيرة التي لم يقطعها أحدٌ منهما”