“ربما أتغيّر في اسمي , وأختار ألفاظ أمي وعاداتها مثلما ينبغي أن تكون : كأن تستطيع مداعبتي كلما مسّ ملحٌ دمي , وكأن تستطيع معالجتي كلما عضني بلبلٌ في فمي !”
“وسألتك: لم تعرفْ، إذاً، كيف تحب؟ فأدهشني قولكَ: ما الحبُّ؟ كأنني لم أحب إلا عندما كان يخيل لي أنني أحب.. كأن تخطفني من نافذة قطار تلويحةُ يد، ربما لم تكن مرسلة إليّ، فأولتها وقبّلتُها عن بعد.. وكأن أرى على مدخل دار السينما فتاةً تنتظر أحداً، فأتخيل أني ذاك الأحد، وأختار مقعدي إلى جوارها، وأراني وأراها على الشاشة في مشهد عاطفيّ، لا يعنيني أن أفرح أو أحزن من نهاية الفيلم. فأنا أبحث في ما بعد النهاية عنها. ولا أجدها إلى جواري منذ أنزلت الستارة. وسألتك: هل كنت تمثِّل يا صاحبي؟ قلتَ لي: كنتُ أخترعُ الحب عند الضرورة/ حين أسير وحيداً على ضفة النهر/ أو كلما ارتفعت نسبة الملح في جسدي كنت أخترع النهر..”
“وانتقلت إليك كما انتقل الاسم من كائنٍ نحو آخركنا غريبين في بلدين بعيدين قبل قليلفماذا أكون غداة غدٍ عندما أصبح اثنين ؟ماذا صنعت بحريّتي ؟كلما ازداد خوفي منك اندفعت اليك ,ولا فضل لي يا حبيبي الغريب سوى ولعي ,فلتكن ثعلباً طيباً في كروميوحدّق بخضرة عينيك في وجعيلن أعود الى اسمي وبريّتيأبداًأبداً”
“هل لبست سواي ؟ هل سكنتك إمرأةٌ لتجهش كلما التفّت على جذعي فروعك ؟ حكّ لي قدمي وحكّ دمي لنعرف ما تخلفه العواصف والسّيول منّي ومنك ...”
“هل في وسعك أن تكون طبيعيا في واقع غير طبيعي؟”
“لاسمك في فمي المغموس بالعطش المعفر بالغبار .. طعم النبيذ اذا تعتق في الجرار”
“هِيَ: هل عرفتَ الحب يوماً؟هُوَ: عندما يأتي الشتاء يمسُّنيشغفٌ بشيء غائب، أضفي عليهالاسمَ، أي اسمٍ، أَنسى…هي: ماالذي تنساه؟ قُل!هو: رعشة الحُمَّى، وما أهذي بهتحت الشراشف حين أشهق: دَثِّريني دثِّريني!هي: ليس حُباً ما تقولهو: ليس حباً ما أَقولهي: هل شعرتَ برغبة في أن تعيشالموت في حضن إمرأة؟هو: كلما اكتمل الغيابُ حضرتُ…وانكسر البعيد، فعانق الموتُ الحياةَوعانَقَتهُ… كعاشقينهي: ثم ماذا؟هو: ثم ماذا؟هي: واتحَّدت بها، فلم تعرف يديهامن يديك وأنتما تتبخران كغيمةٍ زرقاءَلا تَتَبيَّنان أأنتما جسدان… أم طيفانأم؟هو: من هي الأنثى - مجازُ الأرضفينا؟ مّن هو الذَّكرُ - السماء؟هي: هكذا ابتدأ أغاني الحبّ. أنت إذنعرفتَ الحب يوماً!هو: كلما اكتمل الحضورُ ودُجِّن المجهول…غبتُهي: إنه فصل الشتاء، ورُبَّماأصبحتُ ماضيكَ المفضل في الشتاءهو: ربما… فإلى اللقاءهي: ربما.. فإلى اللقاء!”