“يأتينا كل أسبوع بأخبار جديدة عن مصادرة الأراضي، عن صناعات وطنية ومؤسسات تباع لمستثمرين من الأجانب، عن أطفال في العراق يموتون وبيوت في فلسطين تدمر، أخبار حول معارك بالرصاص في صعيد مصر، وأسماء مثقفين جدد تضاف إلى قوائم الموت، بصور شبان في أقفاص، غاضبون يمسكون بالمصاحف، بحملات تفتيش وترويع، بتعذيب وإعدامات. وإلى جوارنا تقذف الجزائر بعبرها الرهيبة. وحين يسأل الناس-أمثال إيزابل- حين يسألوننا، نقول لا، لا يمكن أن يحدث هذا هنا، وحين يسألون لماذا؟ لا نجد ما نقوله سوى: لأن هذه مصر.”
“هكذا الرجال مضحكون يا بنى: يتصورون جميعا استحالة تعرُّضهم للخديعة من نسائهم، مع أنهم لا يكفون عن إغواء السيدات. هل يسألون أنفسهم كيف يمكن -حسابيا- أن تقع كل هذه الخيانات ويظلوا هم بمنأى عنها؟ لا، لا يسألون أنفسهم عن هذا، مثلما لا يسألون أنفسهم عن كل ما يسوؤهم معرفته.”
“و أدركت أن أرواح الناس في مصر لا قيمة لها . لأن الذين عليهم أن يفكروا في هذه الأرواح ، لا يفكرون فيها إلا قليلا”
“نجد أن "للواقع" دائماً قوة تتمثّل في أن المستفيدين من استمراره يدافعون عنه بضراوة لحماية مصالحهم خشية تحمّل خسائر محققة يدركونها تماماً، أما "التغيير" فقد لا يجد الدفاع الكافي له لأن المستفيدين منه كثيراً ما يكونون موزّعين مشتتين يأملون في تحقيق بعض المزايا المحتملة، ولكنهم لا يستميتون في الدفاع عن هذه الآمال استماتة المدافعين عن مصالح حقيقية وقائمة يمكن أن تزول.”
“إلى المستقبل أو الماضي , إلى الزمن الذي يكون فيه الفكر حراً طليقاً , إلى زمن يختلف فيه الأشخاص عن بعضهم البعض ولا يعيش كل منهم في عزلة عن الآخر وإلى زمن تظل الحقيقة فيه قائمة ولا يمكن لأحد أم يمحو ما ينتجه الآخرون . وإليكم , من هذا العصر الذي يعيش فيه الناس متشابهين , متناسخين , لا يختلف الواحد منهم عن الآخر . من عصر العزلة , من عصر الأخ الكبير . من عصر التفكير المزدوج , تحياتي ! "شعر آنذاك كأنه في عالم الأموات , وبدا له أنه في هذه اللحظة فقط , لحظة بات فيها قادرا على صياغة أفكاره , قد اتخذ الخطوة الحاسمة . إن عواقب كل عمل تكمن في العمل نفسه , وكتب :"إن جريمة الفكر لا تفضي إلى الموت , إنها الموت نفسه !”
“عجزت عن أن لا أشعر في مرات كثيرة بأنني في المكان والزمان الخاطئين ، ليس لأنني أفضل ، بل لأن طباعي وأفكاري وطريقتي في أن أحيا حياتي لا تناسب هذا المكان ، ولا هذه اللحظة العصية من الزمان .”