“المعاصي تزيل النعم ومن عقوباتها أنها تزيل النعم الحاضرة، وتقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل، وتمنع الواصل، فإن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وقد جعل الله سبحانه لكل شيء سببا وآفة، سببا يجلبه، وآفة تبطله، فجعل أسباب نعمه الجالبة لها طاعته، وآفاتها المانعة منها معصيته، فإذا أراد حفظ نعمته على عبده ألهمه رعايتها بطاعته فيها، وإذا أراد زوالها عنه خذله حتى عصاه بها .”
“كما جعل (الله) أهل طاعته أكرم خلقه عليه, و أهل معصيته أهون خلقه عليه...وكلما عمل (العبد) طاعة ارتفع بها درجة, ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلين”
“عليك بالمطالب العالية والمراتب السامية التي لا تنال إلا بطاعة الله، فإن الله عز وجل قضى أن لا ينال ما عنده إلا بطاعته. ومن كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد، فمن أقبل عليه تلقاه من بعيد، ومن تصرف بحوله وقوته ألان له الحديد، ومن ترك لأجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد مراده الديني أراد ما يريد”
“ المعصية تورث الذل ولا بد, فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى.قال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا}أي : فليطلبها بطاعة الله, فإنه لا يجدها إلا في طاعته. وكان دعاء بعض السلف اللهم أعزني بطاعتك, ولا تذلني بمعصيتك ”
“من أراد الظهور فهو عبد الظهور، ومن أراد الخفاء فهو عبد الخفاء، أما من أراد الله وهو عبدٌ له، فهو الذي إذا شاء أظهره وإذا شاء أخفاه، لا يختار لنفسه ظهورا ولا خفاءً”
“إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده، تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه ما أهمه. وإذا أصبح العبد وأمسى والدنيا همه ، حمله الله همومها وغمومها ووكلها إلى نفسه”
“.. من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهواته”