“يا مرفأى .. آت .. أنا آت ولو في جسمى المهزول آلاف الجراح ،وكما ذهبت مع الرياح ..يوما .. أعود مع الرياح !مع الرياح ؟ !ومتى تهب الريح ؟ أو هبت .. فهل تأتى بما يهوى الشراع ؟”
“يا مصر .. يا وطنى الحبيب !يا عش عصفور رمته الريح في عش غريب ،يا مرفأى .. آت .. أنا آت ولو في جسمى المهزول آلاف الجراح ،وكما ذهبت مع الرياح ..يوما .. أعود مع الرياح !مع الرياح ؟ !”
“،المرفأ المنشود لاح،أفرغ شراعك يا غريب من الرياح!لملمه .. كم ود الشراع لو استراح ..لو استراح”
“انا لتعجزنا الحياة ..فنلومها .. لا عجزنا ،ونروح نندب حظنا ،ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا !- هو عصرنا !- لكننا لسنا به الفرسان ..نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ،والأرض بالأبطال ملأى حولنا !- ملأى .. ولكن باللصوص !- الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف الملىء ؟ !لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا : " عظيم أو قمىء " !- إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة !أقرأت يوما فى الحكايات القديمة ،عن غادة حسناء فى أنياب غول ؟ !أرأيت يوما ضفدعه ..ما بين فكى أفعوان ؟!من ها هنا بدء الحكايةيا قريتى .. يا عالمى ..يا عالمى .. يا قريتى .. !!”
“- أنا لست أخشى الذئب ذئبا ، انما أخشاه في جلد الحمل ،رعبى عدو لا أراه ..أو لا أراه ،إلا إذا فات الأوان !وأنا كأهل الشعر معلول البصر ،خمن .. أطول أم قصر ؟ !”
“- أقتل أخاك .. أو انتحر !- لولاك يا نسيان لانقرض البشر !- ياويل انسان بقلب ،في أي عصر .. أى قطر .. أى شعب ..حين الصدور - بلا قلوب -مثل النعوش الفارغة !- منفاه .. موطنه الوحيد .- حتى على أرض الوطن !- ما ذنبها الأوطان حين يكون منفانا الزمن ؟ !”
“يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان ..ودرست في الكلية القانون .. قانونا لغابة يُتْلى علينا من عصابة !يا ألف نص .. كل نص ألف بند ،في كل بند ألف حرف ،في كل حرف ناب أفعى !كم يبلغ المجموع ؟ لا أدرى .. فدوماً كان حظى في الحساب ..صفرا .. وتحت الصفر بالبنط العريضخُطّت " بليد " !كان الحمام هناك أسرابا بصحن الجامعة ،وبكل زاوية وصفبالأمس كان الصف تنقصه حمامة ،واليوم تنقصه حمامة ،وغدا ستنقصه حمامة ،بينا تدور ..في قاعة الدرس اسطوانة ،بالنص بعد النص .. تتلوها اسطوانة ،حتى تدوخ !وتدق في الدهليز أحذية الحرس ،ثم الجرس !ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..ونقلت من صف لصف ..باللّه لاتسألن كيف ..وبأى تقدير .. فقد كنت " الضعيف ..جداً " .. كما لو كان عندي فقر دم !”