“في الشارع الكبير رجل أشعث أغبر ،ثيابه ممزقة كما عقله ، يمد يده للناس يأخذ أموالهم ، و حاجياتهم و بدل أن يشكرهم ينقب عن العيوب في أيديهم و بين طيات ملابسهم و يحدث بها الآخرين !”
“أكرهك بحجم الفراغ الذي تركتَهُ بعدك ..بحجم البؤس الذي نشرت رائحته في طريق غيابك ..بحجم الخذلان الذي قدمته لي في علب حلوى مُزركشة ..بحجم الألم الذي طعنتني به ..بحجم الليالي التي بكيت فيها رحيلك ..بحجم الأوقات التي احتجتك بها ولم أجدك ..بحجم الفقد ..بحجم الجرح ..بحجم جُثة الحب الهامدة في ذاكرتي ..أكرهك ..بحجم قلبي الكبير .. و وجعي الكبير ..و عطفي الكبير ... و وفائي الكبير .أكرهك ..يا مَن سكنت القلب و العقل ..فما صُنعت العِشرَة ..و لا قدَّرتَ المعروف ...و لا كُنت أَهلاً لعطاءٍ أكبر مِنك !..”
“أُفضل أن أحتضن حزني بَعيداً أن أنعزل عن صَخبهم .. و أبكي وحدي ! أن أدفن رأسي في الوسادة .. أتذكر خيباتي الاستثنائية .. و غيابك .. دون أن يَدسَّ أحدهم أنفه في حزني و يختنق ! أن أرتدي ابتسامتي الباردة على عجل و أواجه بِها يوم غيابٍ طويلٍ !”
“بعض الأشخاص ولفرط وقت فراغهم ، و عقولهم ينفقون هذا الوقت في ملاحقة الآخرين في محاولة لاصطياد عيوبهم ، و التفتيش في دفاتر يومياتهم ، و مراقبة أدق تفاصيلهم للنيل منهم فقط ! بدلا من أن يستغلوا هذا الوقت في طاعة الله أو في تقييم أنفسهم على أقل تقدير !”
“التَجاعيد التي تَملأ وجوه المُسنين ، هي حِكايات بدأت و انتَهت في زمن ما ..هي حَصيلة ضَحِكات و دَمعات خَجلوا أن يَتركوها في الماضي فأَخذوها ملامحاً تُزيِّنُ وجوههم في الحاضرِ و المستقبل !”
“كيف لي أن أكتب عن الفرح و فمي مملوء بالذكريات و الحزن و الفقد ?”
“سَيدتي : مُذنبٌ أنا أمام محكمة الحُب في حقك فاقبلي مرافعتي هذه و كوني لي و بين يدي و أسكُني منزلاً بنيتُهُ بحبي و دفئي و حناني رافقيني لجنَّةٍ نسكنها أنا و أنتِ و نعمِّرها بأطفالٍ في وجوههم قبسٌ من نوركِ و بريق عينيكِ أَثثي كل ثانية نقضيها معاً بنغماتِ صوتكِ راقصيني تحت المطر لساعاتٍ و ساعات و ساعات فأنا يا سيدتي أتعبني سَكنك أحلامي و أريدك في حقيقتي و واقعي فهَّلا دخلت تفاصيل يومي ؟ سيدتي : قبلكِ عشتُ أياماً عجاف فمتى ستمدينني بخيركِ قبلكِ كان العمر مظلماً هادئاً ، كئيباً فهَّلا أتيتِ لـ تقلبي حياتي رأساً على عقب ؟ و تنسجي أياماً من صوف حبك لتُنتجي حكايةً لم يسبق لها أن رأت النور خذيني مني إليك و إقبلي بي رجُلكَ و سندكَ و متكأئك فهل تتكرمين سيدتي بعطفك على هذا الفقير لحبك و المحتاج لحنانك ؟؟! نبال قندس”