“ﺈﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ﺩﺍء ﻋﻴﺎء٬ ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺮﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻐﺸﻮﺵ٬ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎء ﺍﻟﻤﺜﻠﻮﻡ !. ﻭﻧﻈﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺧﻄﻴﺮﺓ٬ ﻓﺎﻟﻘﻠﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻳﻄﻤﺲ ﺑﻬﺠﺘﻬﺎ ﻭﻳﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮﻫﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻓﺈﻥ ﷲ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻰ ﻗﻠﻴﻠﻪ٬ ﻭﻫﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺧﻴﺮ ﺃﺳﺮﻉ: ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ” ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻓﻀﻞ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﻞ ﻣﺨﻤﻮﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺻﺪﻭﻕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ. ﻗﻴﻞ: ﺻﺪﻭﻕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻧﻌﺮﻓﻪ٬ ﻓﻤﺎ ﻣﺨﻤﻮﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﻨﻘﻰ٬ ﻻ ﺇﺛﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺑﻐﻰ ﻭﻻ ﻏﻞ ﻭﻻ ﺣﺴﺪ“ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺣﻘﺎ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ٬ ﻭﺍﻟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ٬ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ٬ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ٬ ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻜﻨﻮﺩ٬ ﺑﻞ ﻫﻰ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ”ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءﻭﺍ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻹﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻏﻼ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺭﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ“.”