“النسيان!لماذا لم ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على هذا الحق، على الأقل لمن يؤلمهم التذكر؟”
“الشراهة في الإنفاق التي تعكسها قصور الأثرياء الجدد لم تنجح في إخفاء ضعة الأصل، بل على العكس تضع علامة استفهام حول مصدر الثروة، وكذلك فإن الفخامة الرثة في المباني الحكومية الجديدة لا تتناسب أبداً مع أوضاع دولة يعناي اقتصادها من الركود، وكما أننا نستطيع من الأخطاء الصغيرة اكتشاف امرأة من الطبقة الدنيا مهما أنفقت على أثوابها، فإن الإنفاق الباذخ يتم إهداره بتفاصيل صغيرة تعصف بنية الفخامة التي أضمرها معماريو هذا الزمان وزبائنهم المولعون بالكم، دون انتباه إلى أن الأموال التي ينفقونها على شراء الرخام لا تضمن سوى اعتمادها كأضرحة تعادي الإنسان الحي وتهين حواسه!”
“لعلها مصادفة سعيدة أن يولد التصوير الفوتوغرافي مع الرواية، فكلا الفنان يسعيان إلى تمجيد الكائن الفاني، وبعد أن كان الإنسان مجرد ظل لأصل مطلق خفي في الملحمة والتمثال صار هو الأصل في الرواية والصورة، لكنهما مع ذلك لم ينجحا في إقناع الإنسان بحقيقة وجوده الزائل والسيطرة على نزوعه نحو المطلق، بل أيقظا فيه النزوع للخلولد، ولكن عبر التقنية وليس الإيمان هذه المرة”
“تمكنت الحضارة الأمريكية من قلب مفهوم العالم عن التميز، الذي استقر لقرون طويلة على الفرادة وامتلاك مالا يمتلكه الآخرون ليصير دخول جنة النمط مقياسا جديدا، ويكون الإنسان متميزاً بحجم قدرته على امتلاك ما يجعله متشابها مع الملايين من البشر الآخرين.”
“ماذا يعنى ان تعيش وحيدا في حياة لم تعد تتعرف عليك.إذا لم تكن محظوظا بمصافحة نهايتك في شارع أو مكان عام ستتفسخ جثتك قبل أن يحطموا الأبواب ليلموا ما تبقى من عظامك و الكمامات على أنوفهم.”
“الحياة تحب فقط أن تحاورنا مثل طفل نزق يطرح عليك ألغازاً، فإذا لم تتوصل إلى حلها تولى هو المهمة، لكي يتسنى لـه طرح لغز جديد. الطفل أكثر منك حرصاً على استمرار المسامرة، وكذلك الحياة”
“العين شباك يفتح الروح على العابر و الزائل و النسبي. انغلاق الشباك، بشارة بإطلالة أرحب على المطلق.و ألا ترين أن العراف أعمي في كل الثقافات تقريبا.”