“الغريب أن الإنسان لا يرى الأشياء القريبة. لابدّ أن يبتعد عنها مسافة كافيه، أو وقتاً غير قصير، لكي يراها بوضوح”
“بعض الأشياء لا تقاس.. بعض الأشياء لا يمكن استعمال المكاييل فيها.. القمح والشعير والتين والتفاح يمكن أن توزن، والأشجار والبيوت يمكن أن تحسب بالأطوال والأشبار.. لكن الإنسان لا يمكن أن يقاس هكذا.. إنه أهم من أن يقاس بالمكاييل.. الإنسان لديه روح لا تملكها الأشياء.. وشبر أقل أو شبر أكثر لن يعني أن هذا الإنسان أسوأ أو أفضل..”
“بعض الأشياء في هذا العالم يجب أن تغض الطرف عنها , أن تعتبرها غير موجودة .. فقط , كي لا تعطيها أهمية و اهتمام لا تستحقه”
“الصحفي كالطبيب. يجب أن يبتعد مسافة ما عن الحالات التي يعالجها. يجب ألا تكون هي همه بالليل وبالنهار إن أراد أن يعيش.”
“جسدي ليس شيئا، أو موضوعا، بالمعنى المألوف، إنه ليس معروضا ليشاهد وليس أمامي، لأنه ليس بإمكاني أن أضعه أمام نظري، فلكي يكون ذلك في مقدرتي يجب أن أمتلك جسدا آخر لكي أدرك وأرى جسدي، بعبارات أخرى، لكي أدرك جسدي كموضوع أو أراه فإنه يجب علي أن أنسلخ من جسدي لكي أشاهده، وهذا محال، صحيح أنني أستطيع الاستعانة بمرآة لرؤية جسدي، ولكن يظل يوجد فراغ، أو مسافة تفصل بيني وبين جسدي المنعكس بالمرآة، إنني لا أحس أن جسدي يوجد بين الأشياء المنعكسة على المرآة، ولكن أحس أنه قريب مني، أو أنه معي دائما، هذا معنى دوامه واستمراريته .. ”
“كان حريصا على أن يختلي بي لكي يخبرني بأن على الواحد أن يعيش ويراقب ما شاء، شرط أن يحرص على بقاء مسافة بينه وبين الواقع، مسافة يأمن معها أن لا ينكسر قلبه. وأنا لا أنسى هذه الوصية لأنها، شأنها شأن الوصايا التي لا تنسى، قيلت في وقتها تماما، لم يقلل من قيمتها أن القلب انكسر فعلا.”