“الوضعية الحالية للسواد الأعظم من القراء عندنا هي الاطلاع غير المنظم على عدد واسع من العلوم والمعارف ؛ فترى الواحد منا يقرأ في اليوم الواحد علوما متعددة ، وهو قلما يقرأ كتابا إلى نهايته ! وإذا قرأ فإن قراءته ملونة ومجزأة ، لا تربط بين مفرداتها رابطة ، وقد تغيب عن الواحد منهم عشرين عاما ، ثم لا تجد عند رؤيتك له أي تغيير جوهري في ثقافته وتكوينه الذهني والمعرفي ! والسبب في هذا واضح ، وهو عجز ذهنه عن الإمساك بهذا الشتات من المعارف والعلوم ذات الطبائع والانتماءات المختلفة ، والتي وردت إليه أيضا عبر سياقات ومناسبات وقنوات شتى ...هذا اللون من التثقف لا يتيح للمرء الشعور بمباهج المعرفة ، ولا يساعده على التقدم المعرفي ، كما لا يسعفه في أي لون من الإبداع العلمي . والأهم من هذا كل ذلك أنه لا يؤدي به إلى تقدم عقلي جيد ، ولا يملكه نماذج فكرية خاصة به.والقارئ ذو الاطلاع المشتت وغير المنظم لا يملك الحماسة للاستمرار في القراءة ، كما لا يملك أهدافا محددة لها ؛ وربما كان فقد حماسته ناتجا عن فقد أهدافه المعرفية”

عبد الكريم بكار

Explore This Quote Further

Quote by عبد الكريم بكار: “الوضعية الحالية للسواد الأعظم من القراء عندنا هي… - Image 1

Similar quotes

“مما يساعد على الاستفادة من أوقات الفراغ أن يسأل الواحد منا نفسه كلما وجد نفسه فارغا مالشيء الذي في إمكاني الآن أن أعمله لكنني لا أعمله”


“بحثنا في الواقع سوف يوصلنا في نهاية المطاف إلى حزمة من الأسئلة التي لا نملك أي إجابة عليها , حيث إن من الثابت أن في كل ظاهرة من الظواهر عنصرا غيبيا استأثر الله تعالى بعلمه ”


“الواقع في تركيباته المختلفة , لا يخضع للمنطق ولا للترابط أو التداعي الحتمي , ولابد حتى نفهمه على نحو جيد من سعة الأفق والمرونة والتسامح مع المعايير والمؤشرات ”


“بعض النقد هو عبارة عن غيبة خالصة, يهدف إلى التشهير, وليس إلى النصح أو الإصلاح, لأن الذين يقومون بتوجيهه لغيرهم لا يفعلون ذلك إلا في حال غيابه, ولا يملكون الشجاعة لمواجهة من ينتقدونهم, لأنهم ليسوا من أهل النصح ولا التثبت.”


“في الماضي البعيد قامت مزاوجة في بنية التربية والتعليم بين علوم الشريعة والعلوم الحياتية والكونية، وقد أنجب ذلك الاقترانُ حضارة إسلامية زاهية باهرة، ثم أخذت علوم الحياة تنسحب من المناهج والحِلَق الدراسية شيئاً فشيئاً، حتى جهلت الأمة أبجديات المعرفة في الطبيعة والكون والصناعة ، ووصلت إلى الحضيض، واليوم ترتكب الأمة الخطأ نفسه على نحو معكوس، حيث تَرَاجع نصيب العلوم الشرعية في المناهج الدراسية في أكثر البلدان الإسلامية، كما تراجعت المفردات القيمية والأخلاقية في لغة التربية والإعلام، وكان حصاد ذلك: أعداداً كبيرة من البشر تحيط بالكثير من المعارف النختلفة، لكنها تجهل بدهيات وأساسيات في عباداتها ومعاملاتها! وصار لدينا اليوم كمّ هائل من المفردات التي تحث على النشاط والفاعلية والنجاح والتنظيم وحيازة الثروة وتحقيق الذات.. على حين تنوسيت المفردات التي تغرس أخلاق الصلاح والاستقامة والبعد عن الحرام، والإقبال على الآخرة..”


“وكلما كانت سيطرة الجهل على المجتمع أشد كان خوف العقل الجمعي من شذوذ العقل الفردي عنه أكبر وأعضم ؛ ولهذا نجد أن كثيرا من الناس عندنا لا يرتاحون للجديد , ولا يحبون من أحد أن يجرب , أو يحاول شيئا غير مألوف , وإذا حاول أحدهم ذلك انتظروا إخفاقه حتى يقدموا له النصيحة بعدم التكرار , وكل هذا من أجل استمرار التشابه وبقاء كل شيء على حاله !”