“ألا ما اتعب الإنسان بحياته وموته! إن هذه الحياة مصيبة كتبت على الأرواح لإيجاد عيوبها في عالم العيوب؛ والموت مصيبة كتبت عليها لنقل هذه العيوب معها إلى العالم الآخر؛ فما عسى أن يكون الجمال و الحب إلا تخفيفا من مصيبتين أو.. أو زيادة فيهما؟”
“ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر!إن ارتفعت السفينة، أو انخفضت، أو مادت، فليس ذلك منها وحدها، بل مما حولها.ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئًا، ولكن قانونها هي الثبات، والتوازن، والاهتداء إلى قصدها، ونجاتها في قانونها.فلا يَعْتبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها، ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه.”
“وإنما الرجولة في خلال ثلاث: غَمَل الرجل على أن يكون في موضعه من الواجبات كلها قبل أن يكون في هواه؛ وقبوله ذلك الموضع بقبول العامل الواثق من أجْره العظيم؛ والثالثه:قدرتُه على العمل والقَبول إلى النهاية.ولن تقوم هذه الخلال إلا بثلاث أخرى : الإدراك الصحيح للغايه من هذه الحياة؛ وجعل ما يحبه الإنسان وما يكرهه موافِقاً لما أدرك من هذه الغايه؛ والثالثة القدرةُ على استخراج معاني السرور من معاني الألم فيما أحبَّ وكَرِه على السواء.”
“النوم والقدر والموت كالشئ الواحد ، أو ثلاثتها أجزاء لشئ واحد.فالنوم غفلة تخرج الحي هنيهة من الحياة وهو فيها على حالة أخرى ، والموت غفلة تخرجه من الحياة كلها إلى حالة أخرى، والقدر منزلة بين المنزلتين ، يقع هنيا على أهل السعادة بأسلوب النوم ، ويجئ لأهل الشقاء عنيفا في أسلوب الموت !ولن يجلب شيئا أو يدفع عن نفسه شيئا من هذه الثلاثة ، إلا الذي لم يخلق على الأرض”
“النوم والقدر والموت كالشئ الواحد أو ثلاثتهما أجزاء لشئ واحد فالنوم غفلة تُخرج الحي هُنيهةً من الحياة وهو فيها على حالة أخري والموت غفلة تُخرجه من الحياة كلها إلى حالة أخريوالقدر منزلة بين المنزلتين يقع هيناً على أهل السعادة بأسلوب النوم ويجئ لأهل الشقاء عنيفً فى أسلوب الموتولن يجلب شيئاً أو يدفع عن نفسه شيئاً من هذه الثلاثة إلا الذي لم يُخلق على الأرض .ذلك الذي يستطيع أن يفتح عينيه على الليل والنهار فلا ينامأو يحفظ نفسه على الصغر والكبر فلا يموت ، او يضرب بيديه على مدار الفلك فيُمسكه ما شاء أو يُرسله .”
“ما هي العاطفة المهتاجة في نفس الإنسان اهتياجا لا يريه الحياة أبدا إلا أكبر أو أصغر مما هي ؟؟ما هو المعنى الساحر الذي يأتي من القلب والفكر معا ثم لا يأتي إلا ليحدث شيئا من الخلق في هذه الطبيعة ؟؟ما هو ذلك الأثر الإلهي الكامن في بعض النفوس مستكنا يتوثب بها ويحاول دائما ان يعلو إلى السماء لأنه غريب في الأرض ؟؟وما هو الشعر ؟؟هذه الأسئلة الأربعة يختلف بعضها عن بعض وينزع كل منها إلى منزعولا جواب عليها بالتعيين والتحديد في عالم الحس ،لأن مردها إلى النفسوالنفس تعرف ولا تنطق،وشعورها إدراك مخبوء فيها وهي نفسها مخبوءة عنا ...”
“والحبيب قد يتحول إلى كلمة أو قبلة أو معنى من المعاني إذا أراد محبه أن ينقله معه إلى أيمكان وهو باقي في مكانه؛ الكلمة والقُبلة والمعنى. هذه هي الجهات الثلاث التي تنفذ منها النفسإلى أحبابها حين يخفيهم الغمام الفاصل بين الحياة والحياة اذا ابتعدوا أو هجروا أو الغمام الضارببين الحياة والموت اذا لحقوا بالأبد.”