“رغم أن معايير النصية موضوعة بشكل علمي دقيق، إلاَّ أنَّ النَّظر فيها كثيرًا ما يلمس بعض مواضع تحتاج إلى مراجعة، وخاصَّةً في معياري القصد والقبول، فهما في الواقع غير محدَّدَين تحديدًا دقيقًا، بل إنِّي أزعم أنَّهما خارجان عن سيطرة الباحث والناقد، فالقصد يتهاوى أمام عدَّة أشياء، كنصوص المدَّعين في كلِّ فن، وخلو النص من السبك والحبك مع وجود القصد، كما أن القبول أيضًا يخضع لسيطرة ثقافة المتلِّقي وتناسبها مع ثقافة المبدع أو عدم التناسب”
“إن رجل الدفاع والحرب لا يختلف بالضرورة عن رجل العصابة والسلب في معايير الأداء والقدرة ولكنه يختلف حتما ً في معايير القصد والغاية .”
“فثقافة كل أمّة مرآة جامعة في حيّزها المحدود كل ما تشعّث وتشتّت وتباعد من ثقافة كل فرد من ابنائها على اختلاف مقاديرهم ومشاربهم ومذاهبهم ومداخلهم ومخارجهم في الحياة. وجوهر هذه المرآة هو (اللغة)، و(اللغة) و(الدين)، كما أسلفت، متداخلان تداخلا غير قابل للفصل البتّة. فباطل كل البطلان أن يكون في هذه الدنيا على ما هي عليه، (ثقافة) يمكن أن تكون (ثقافة عالمية،)،أي ثقافة واحدة يشترك فيها البشر جميعا ويمتزجون على اختلاف لغتهم ومللهم ونحلهم وأجناسهم وأوطانهم. فهذا تدليس كبير، وإنما يراد بشيوع هذه المقولة بين الناس والأمم، هدف آخر يتعلّق برفض سيطرة أمّة غالبة على أمم مغلوبة، لتبقى تبعا لها.”
“أحيانا يكون من الصعب بل المستحيل أن نفكر في اشياء تعودنا ألا نفكر فيها وتعودنا أن نأخذها كما هي, وأن يبدأ الواحد في مراجعة إيمانه بالقضايا المسلّم بها مسألة صعبة, بل تكاد تكون مستحيلة.”
“ليست العولمة نظاماً اقتصادياً وحسب، بل لقد أصبحت، و ربما نشأت منذ أول الأمر،في ارتباط عضوي مع وسائل الاتصال الحديثة التي تنشر فكراً "معيناً، لا بل ثقافة،معينة، أطلقنا عليها في عمل سابق : "ثقافة الاختراق”
“الضعف يكمن في أن تؤخذ المشاعر على أنها الواقع، في أن تصبح متواطئاً مع كذبة تنطلق من ذاتك لترتدّ إلى ذاتك فتحسب أنك بذلك خطوت خطوة إلى الأمام”