“وهذا هو ما يسعى إلى تحقيقه: السيطرة مع «التنفيث». وحين اعترض البعض بأن التنفيث هذا قد يقود إلى فقدان السيطرة، ردّ بأن البلد لم يعد بها سوى قوتين: الإخوان، وهم سيقدّرون مساحة الحرية التى يعطيها لهم، خصوصا وقد رأوا عواقب تصدُّرهم لتحمل مسؤولية مشكلات البلد بأسرها، والديمقراطيون وهم على كراهيته لهم سينقسمون كلما أعطاهم فرصة للاختيار، «وهكذا نكسب وقتا».”
“قد تسأل نفسك، وتلومنى، لماذا لم أترك هذا العبث المأساوى وأستقِلْ من فورى، إما لأفضح أفعالهم الشنعاء وإما على الأقل كى أفكر فى أسئلتى وإجاباتها. وأجيبك بأن الفضيحة أمر تفعله لمرة واحدة، وهو لا يغير الكثير. أما التفكير فهو أمر لا أفعله بمعزل عن الحياة؛ لست من النوع الذى يجلس عند شاطئ البحر كى «يفكر». وحين أفعل ذلك لا أفكر فى شىء ذى قيمة. أفكارى تأتينى من حوارى مع نفسى، وأنا فى العمل، وأنا وسط الناس، وأنا أحيا. وهذه هى الحياة التى أعرفها، وكنت أحتاج إلى البقاء فيها وأنا أفكر.”
“لا يحتاج الافتتان إلى دليل، تعرفه حين يصيبك، وحين لا تعرف ماذا تفعل به ولا تأبه، كل ما تريده هو البقاء قريبا والنظر إلى فاتنتك.”
“ليس عندى ما أضيفه هذا العام وأنا أتأرجح حول نفسى فى هذا الانتقال الدائم من المخادعة إلى الرخاوة إلى الاستناد على آخر يحتويك وينقذك من كل هذا العفن ويأخذك فى سفر لا ينتهى إلى مفازات - متاهات الوحدة ... إلى الوحدة... إلى الوحدة.ليس عندى ما أضيفة هذا العام. سأكتب إليك العام القادم.. ربما.”
“ضاعت الحقيقة أو ربما لم تضع لكنها لم تعد مهمة، المهم هو هذا، وأشارت إلى حكم المحكمة، وهؤلاء القتلى، وكل هذا الدماء.”
“أتفادى عينيها، فستفضحنى عيناى ولا ريب. لا يحتاج الافتتان إلى دليل، تعرفه حين يصيبك، وحين لا تعرف ماذا تفعل به ولا تأبه، كل ما تريده هو البقاء قريبا والنظر إلى فاتنتك.”
“حين تغيب، أغلق روحى وأمضى لأداء شؤونى،كأنى لم أعرفها قط. وأستطيع أن أقضى أياما بكاملها دون التفكير فيها ما دمت مشغولا بأشياء أخرى تبتلع تركيزى. لكنى إن توقفت وفكرت، إن فتحت الباب لنفسى، إن فتحت تلك الطاقة ونظرت منها داخلى، فقدت السيطرة ولم أستطع المواصلة دون أن أراها. وعندها أكتشف إلى أى حد كانت روحى جافة دونها.”