“العلم كله يقوم على اساس الايجاب والترقب ولا يقوم على اساس النفي والاصرار. وما من حقيقة علمية الا وهي تطوي في سجلها تاريخاً طويلا من تواريخ الاحتمال والرجاء والأمل في الثبوت، وان تكررت دواعي الشك بل دواعي القنوط.”
“ليس للعقل البشريّ خصومة في الإثبات ولا خصومة في الإنكار.. وليس على أحد عبء الدليل كله ولا على أحد عبء الإنكار كله في البحث عن حقيقة الوجود.”
“العقيدة قد تحتوي الأسطورة ولكن الأسطورة لا تحتويها، إذ يشتمل عنصر العقيدة على زيادة لا يشتمل عليها عنصر الأسطورة، وهي زيادة الإلزام الأخلاقي والشعور الأدبي بالطاعة والولاء، والأمل في المعونة والرحمة من جانب الرب المعبود.”
“عرفتُ نفوسكمْ، وعرفتُ نفسيفليسَ إلى التعارفِ من سبيلِأمورٌ من بديهيات حدسيحسبتمْ صدقها كالمستحيلِويُقبل عندكمْ ما ليس عنديعلى حالٍ: خليقًا بالقبولِجليلُ الأمرِ عندكمُ حقيرٌوأحقره أجلُّ من الجليلِعوارضُ لا تقرّ على قرارٍووهمٌ لا يقوم على دليلِفلستُ مباليًا منكم بذمٍولا آسي على ظنٍ جميلِ”
“وإن محمداً باعث الإيمان إلى القلوب ، لقد كان يجدد إيمانه كما يجدد عجبه كل يوم ... حركة متجددة في الحس وفي الفكر وفي الضمير .فلا انقطاع عن الحس للعبادة كل الانقطاع ، ولا انقطاع عن الحس للتفكير كل الانقطاع .. وإنما هو تفكير من ينتظره العمل ، وليس بتفكير من ترك العمل ليوغل في الفروض ومذاهب الاحتمال والتشكيك : ثلث أيامه لربه وثلثها لأهله ، وثلثها لنفسه . وما كان في فراغه لنفسه ولا لأهله شئُ يخرجه عن معنى عبادة الله والاتصال به ، على نحو من التعميم .”
“مهما يكن من الصلة بين ضعف الإنسان واعتقاده فهو لا يزداد اعتقاداً كلما ازداد ضعفاً ولا يضعف على حسب نصيبه من الاعتقاد، وما زال ضعفاء النفوس ضعفاء العقيدة وذوو القوة في الخلق ذوي قوة في العقيدة كذلك.فليس معدن الإيمان من معدن الضعف في الإنسان، وليس الإنسان المعتقد هو الإنسان الواهي الهزيل، ولا إمام الناس في الاعتقاد إمامهم في الوهن والهزال.”
“وإذا كان العقل الإنساني لا ينفي بالدليل المقنع وجود العقل الأبدي فليس له أن يجزم باستحالة شيء مما يستطيعه ذلك العقل الأبدي من العلم بالأبد كله، أو من القدرة على الإيحاء به إلى من يشاء أو من القدرة على خوارق العادات، لأن الخوارق بالنسبة إليه كالعادات ،ولأن التغيير عنده كالإنشاء والإبداع، إذ ليست قدرته على تغيير ما حدث دون قدرته على الخلق الأول مرة في زمن بعيد أو زمن قريب”