“لا تلومونا حين نُفرط في حزننا إلى هذه الدرجة. نحنُ في الحقيقة نريد أن نفرغه كله، ربما نعثر قبل الموت على ضحكة مختبئة في أعماقنا.”
“لا تلومونا حين نفرط في حزننا إلى هذه الدرجة.نحن، في الحقيقة، نريد أن نفرَّغه كله ..ربما نعثر ،قبل الموتِ، على ضحكةٍ مختبئةِ ..في أعماقنا”
“آه " في فم خادمة شكتها الإبرة و هي ترفو قميص سيدها. في فم السيد نفسه ربما في نفس اللحظة نعِس دون أن يطفئ سيجارته. لو لم ندقق ، ستختلط علينا : هل هي من شاب في غرفة التعذيب أم المغني في صالة الديسكو ؟ من سرير المرض أم سرير اللذة؟ هي في فم طفل أضاع ثمن الحلوى كما في فم تاجر خسر ملاينه في صفقة. من سلك عار في جهاز كومبيوتر في أوروبا كما من لدغة ثعبان في أدغال أفريقيا . إن خرجت ضعيفة و متقطعة من رجل ينصر ، بموته ، الموت فهي عالية و مرعبة من أمرأة تلد لترمم الحياة”
“تقول طائرة: "آه حين أمر فوق شجرة أريد أن أكسّر الأوامر وأنام في عش مع العصافير".”
“تحللت الموسيقى إلى ماء قذر . تعوي اليوم في آلات تنبيه السيارات.في المطاعم ، في المصاعد ، في الشوارع ، في قاعات الإنتظار ، في التليفونات ، و في الآذان المسدودة بالووكمان.تحول المستقبل إلى نهر هائل.طوفان من النغمات ، تطفو فيه جثث الموسيقين بين الاوراق الميتة و الأغصان المقتلعة.”
“ستكونين معي وسط العشاق في حديقة.يدك في يدي، ورأسك على كتفي.ننعس قليلا ونصحو، فلا نجد أحدا حولناأين العصافير والورد، والعربات، اللصوص والجوعى؟أين الكلاب والقطط، البيوت والشوارع، القتلة؟أين راحت الحياة؟لا شيء سوى الفراغ، وصدى صوتنانتعب من المشي. فجأة تنبت شجرة نستريح تحتها.تتفجر عين ماء، أسقيك بكفي منهاشيئا فشيئا نفهم أن الناس صعدوا، ليحاسبهم الله في السماءأنا وأنتِ، يا حبيبتي، وحيدان هنا على الأرضلا بد أن الملائكة ستبتسم لنا من الأعالي وتقول:‘والنبي يا ربامنح البشريةفرصة ثانية’.”
“ظلت عمرها كلهتغسل الملابس في البيوتإلى أن انخلع كفّاها، يومًا،في طشت الماء .ولأنها ترى حياتهابقعة كبيرةلن تزول إلا بالاستمرار في الغسيلفإنها تقف ساعات طويلةفي الحديقةوهي تقلد الأشجارتغرس قدميها في حفرةوترويهما بالدمععلى أمل أن ينبت لها كفّان جديدانوتعود للعملمرة ثانية”