“إذا لم يتعلم الولد الصدق فى البيت فأين يتعلمه؟ وإذا لم يتدرب على الوفاء والأمانة والرقة بين أحضان الآباء والأمهات فأين يتدرب؟ هل وظيفة البيت توفير العلف لسكانه وحسب؟ ألم نسمع قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة "إن العقوبة على الانهيار الخلقى لا تنتظر يوم البعث! لقد شاهدنا أن الأمم الذاوية الفضائل خفيفة الوزن فى الميزان العالمى، وأنها تحيا غالبا على التسول الاقتصادي ويلازمها الهوان والعجز. الشباب القوى الذكى ثمرة طفولة نجت من الإهمال والضياع وتعهدتها امرأة واعية وأب يقظ.”
“إن العمل فى مجال الدعوة إما أن يكون وظيفة أو رسالة، فما أيسره إذا كان وظيفة يعتمد على التوقيع فى دفتر الحضور و الانصراف، و ما أعظمه إذا كان رسالة تقوم على الصدق و الصبر و الشجاعة”
“أن الاضطراب العام يلقى ظلاله السود على البيت وتأديب الأولاد.. ينبغى أن نذكر الدولة بما عليها وقبل ذلك يقوم الآباء والأمهات بواجبهم داخل البيت، فإذا عرض التلفاز قصة سخيفة أو منظرا خليعا قام الأب أو الأم بإطفائه للفور، واستنكار ما حدث.. والأب المدخّن لا يلومنَّ إلا نفسه إذا قلده أولاده فى تناول سموم الدخان.. ومن الخير أن تكون الكلمات المتبادلة نظيفة عالية المستوى فإذ! هبطت فلا يستغربن الآباء أن تجرى على أفواه أولادهم كلمات نابية.. إننا إلى اليوم نتواضع على إنفاق مال كثير فى فستان فاخر أوفى وليمة تكون موضع الإعجاب، أما فى إنشاء مكتبة منزلية ثمينة فأمر لا يخطر بالبال.”
“أحياناً ترغمنا الظروف على أن نلقى بأنفسنا فى أحضان الذين يكرهوننا”
“قوله تعالى:(تدعوا من أدبر وتولى*وجمع فأوعى*إن الإنسان خلق هلوعا*إذا مسه الشر جزوعا*وإذا مسه الخير منوعا*إلا المصلين*الذين هم على صلاتهم دائمون) سورة المعارجوأما ارتباطها-أي (إلا المصلين*الذين هم على صلاتهم دائمون)بقوله تعالى(إن الإنسان خلق هلوعا)فهو أجمل ارتباط وأحسنه ذلك أن الدوام على الصلاة علاج للجزع وعلاج لمنع الخير.فإن الجزوع شخص لايصبروعلاج هذه الصفة أن يتعلم الصبر ويتعودهوالدوام على الصلاة والمواظبة عليها والاستمرار عليها من أحسن ما يعود على الصبر فإن هذه الأعمال تقتضي صبرا متواصلا ولذا لا يدوم عليها كثير من الناس فهم يصلون ولكن لايدومون على صلاتهم بل ينشغلون عنها بأنفسهم وقلوبهم وتسرح في دواخلهم صوارف تنال كثيرا من صلاتهم...ص158”
“لقد خلق الله تعالى الناس احرارا ولكنك سجنتهم فى الاكاذيب والاباطيل والاوهام والقهر .. لقد اعليت قيمة النفاق خلال حكمك على قيمة الصدق والشجاعة، فسممت جو الحياة وخنقت ضمائر الناس”