“غالبًا ما يخلط النظام الإمبريالي الحالي بين الحرية السياسية التي تتميز بها المواطنة وحرية تداول السلع الاستهلاكية (أو القدرة على الإفادة من التشكيلة الكبرى من الخدمات والسلع المتوافرة، وكلها متشابهة تقريباً). أما النشاط السياسي، فيقتصر على السجالات الحامية التناقضية الطابع عبر التلفزيون، وهي تشبه صراع الديكة الذي يجب ألا يتعدى دقائق معدودة، بينما لا يملك إزاءها المشاهد الساكن، الوقت الكافي لاستيعاب تعابيرها المشفرة، أو شيء من هذه المناظرات الكلامية المتقطعة التي لا تجدي نفعاً. لذلك، سيفضل المواطن المتعب الهروب إلى أمكنة الترفيه المتوافرة، أو في أفضل الأحوال، تكريس أوقات فراغه في خدمة قضية واضحة ذات هدف محدد كالاهتمام بالقضايا الانسانية في العالم الثالث، أو حماية البيئة أو المستهلك . . إلخ. لم يعد البعد السياسي، كما حددت معالمه فلسفة الأنوار، يدخل ضمن اهتمام المواطن اليومي، ولا يستطيع أن يكون كذلك.”
“من اللحظة التي طُرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب الى المآساة ، فهو لا يستطيع أن يكون بريئًا كالحيوان أو الملاك ، إنما كان عليه في أن يختار في أن يكون خيّرًا أو شريرًا ، ، باختصار أن يكون إنسانًا ، هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة ، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون .”
“في السنوات الخمسين الأخيرة، أخذت العلاقة بين المواطن العربي والسلطة، تتأسس على إنعدام الثقة: المواطن لا يثق بسلطته التي فُوِّض إليها أمرُ حياته وثقافته. والسلطة لا تثق بهذا المواطن الذي يدفع الضرائب ويُدافع عن وطنه. تحولت العلاقة بينهما فأصبحت مسألة ((أمنية)) في المقام الأول. صار الهاجس الأول للسلطة هو أن ((تحميَ)) نفسها حمايةً كاملة، وبمختلف الوسائل، من عدوان المواطن. تقابلها عند المواطن ((ثقافة الاحتماء)) من عدوان السلطة، سواء بالصمت، أو البُعد والانعزال عن السياسة، أو بالنفاق والتزلف، بشكلٍ أو آخر، قليلاً أو كثيراً.”
“الدين لايسكن على رفوف الكتب أو في رأسك فقط، بل مكانه الحقيقي يجب أن يكون فيما يجب أن يكون أو في ماتفعله، وماتنتجه .. في أن تؤدي ماخلقت من أجله على هذه الأرض”
“اننا نريد من كل واحد منا أن يفكر هل يمكن أن يقدم نموذجاً في الحفاظ على الوقت أو النهم في القراءة, أو الحرص على صلاة الجماعة أو في الصدق أو التواضع أو خدمة الالاخوان أو بر الوالدين أو الغيرة على حرمات الله تعالى أو نصح المسلمين؟”
“حرية واحدة فقط في حياتك..الحرية الحقيقية ..الحرية العميقة التي لا علاقة لها بحريتك في أختيار سلعة من بين السلع على الرف أو في المشجب وما يسمى بحريتك في اتخاذ هذا القرار المصيري..إنها الحرية الإنسانية بمعناها الشامل ,بمعناها العميق الذي لاعلاقة له بالحرية التي ابتذلت وتمزقت لتصير مانسمية اليوم"الحرية الشخصية"إنها الحرية-الأمتحان..الحرية التي نولد بها من أرحام أمهاتنا,ونحملها على ظهورنا معنا أينما ذهبنا ..أي حرية تلك ..؟إنها حرية اختيارنا لعبوديتنا,بين كل العبوديات التي تمر بنا ..أنها حرية أن تختار لمن تكون عبداً..لذاتك,لشهواتك,لنمط حياة استورد من هناك,لنمط حياة آخر استوطن هنا,لأيديولوجية من هنا أوإيديولوجية من هناك..أو لذاك الذي خلقك -وخلق كل ما,وكل من,حولك.. هذه هي حرية الأختيار الحقيقية الوحيدة الموجودة في هذا العالم..ولعلها تكون أهم قضية في حياتك ..ويكون الباقي مجرد تفاصيل ..”