“وهذه الأمة ـ كما قلت ـ تمرض ولا تموت، والعلل التى تصيبها، يجئ أغلبها من اضطراب الحكم، فالعطب يكون دائما فى القشرة التى تغلف العود وهى الحكم.. فساد الحكم قشرة فى النظام الإسلامى؟ لأن الإسلام ليس حزبا سياسيا، إنما هو مجموعة قيم وتعاليم، قد يكون الحكم حزاما يشد التعاليم، لكن بقيت التعاليم قائمة مع انقطاع الحزام..”
“لست فقيهًا فى مذهب الشيعة .. ورأيى أن الخلاف فى سياسة الحكم ـ عندنا معشر المسلمين ـ سياسى لا عقدى، وأن أركان الإسلام تُظلم عندما يقحم عليها هذا الخلاف الذى بدأ تافها ثم استفحل مذ خالطته شهوات الدنيا!”
“إن إقامة الدولة المنهدمة لا تصح ولا تتم إلا بإقامة الأمة نفسها , وشفائها من عللها , وهو عمل ينبغي أن يكون الشغل الشاغل للإسلاميين إلى جانب نشاطهم النظرى في بناء النظام السياسي للإسلام ..وعندي أن طلب الحكم لا يستغرق إلا 1 % من العمل الإسلامي الصحيح , أما التسعة والتسعون جزءاً الأخرى ففي ترميم الكيان الشعبي المنهار في كل مكان .وأنا أنظر بريبة شديدة فيمن لا صياح لهم إلا طلب الحكم , وأخاف أن يقع مستقبل الإسلام بين أيديهم ؛ فكيف يكتنف الظلام مستقبل الإسلام .هناك أعمال ثقيلة خطيرة يجب أن يباشرها الإسلاميون فوراً لإصلاح أمتهم وتهيئتها لغد أشرف ..”
“إن العراك الباطنى لا ضجيج له، ولا سلاح فيه، ولكن هذا العراك أخطر فى نتائجه من المعارك التى تنتثر فيها الأشلاء، وتبذل فيها الدماء.ذلك، لأن جهاد النفس هو الطريق الحقيقى لبلوغ القمم التى تجعل الإنسان يحتضن المثل العليا، ويبذل دونها النفس والنفيس، وقد جاء فى الأثر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال عقب العودة من إحدى غزواته: " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ".”
“والتعقيب على أخطاء الحاكم بالنقد ليس أمرا مباحا فحسب ـ كما يظن من مفهوم كلمة الحرية السياسية ـ بل هو فى تعاليم الإسلام حق لله على كل قادر ، والسكوت عن هذا النقد تفريط فى جنب الله ومن ثم فعلى حملة الأقلام وأرباب الألسنة أن يشتبكوا مع عوج الحاكمين فى معارك حامية لا تنتهى أو ينتهى هذا العوج ، وكل حركة فى هذا السبيل جهاد ..!”
“إن الأوامر التى يصدرها أشخاص فقدوا قوة العمل فى النور قلما تخضع لتمحيص المنطق وتحقيق الشورى.. حتى بعد أن تواتيهم السلطة ويقيموا حكما يرعى أمور الناس فى وضح النهار.. وهكذا ينتقل مبدأ تقديس الزعامة من صفوف المعارضة إلى صفوف الحكم نفسه، والإسلام برىء من هذا كله.”
“إن عظمة الإيمان ليست فى أنه يجرد أصحابه من الدنيا... وما يظن ذلك إلا جاهل قاصر... عظمة الإيمان أنه يتيح لأصحابه امتلاك ما يشاءون؟ على أن يكون ذلك فى أيديهم لا فى قلوبهم، ينزلون عنه جملة وتفصيلا فى ساعة فداء، ويحيون فى ظله ـ ما عاشوا ـ أعفاء سمحاء.الجانب العاطفي من الإسلام”