“هَذا اليَوم الذي يُمكنني أن أطلق عَليه إسم "اليوم الذي لم أستيقظ فيه على رِسالةٍ منك" لا يَبدو يوماً جيداً على الإطلاق .. في الحقيقة : أرفضُ أَنْ أُسميه "يوماً سيئاً" حتى لا أجلِبَ لِنفسي المزيدَ مِنَ الشُؤم فَقد تَكونُ مُصادَفةً أَنني أُصبتُ بحساسيةٍ في العيون وقد نسيتُ نظارتي الشمسيةَ في المنزل قد تَكون مصادفةً أَيضاً أَن أضطر للذَهابِ في مشوارٍ طَويل دون كتابيَّ الذي نَسيته على رَفِّ المكتبة و الذي كانَ من المُمكن أن يَكون رفيقاً جيداً خلال هذا اليَوم ! ها .. أرأيت ..ليسَ هذا يوماً سيئاً إِنما يوم المصادفات الغير متوقعة كتِلكَ التي مررتُ فيها أمام مَنزلك .. و لم تَكُنْ مَوجوداً و كانت أزهارُ أمكَ تشتكي غِيابك إلى أن جاملتُها أنا ببضعِ كلماتٍ من تلكَ التي أقولها لِنفسي في الليالي الطويلة التي أفتقدك فيها و أبكي برفقة أكواب القهوة التي تتناثر حولي ! أتعلم .. أحياناً أتمنى لو يَظهر في عالمِ الطب من يرفعُ شعاراً مثل : "لا للغياب" "الغياب مُضرٌّ بالصحةِ الجسديةِ والنفسية" لا عَليك مُجرد فكرةٍ مجنونة تخطر ببالي ليس إلّا لا تقلق جنوني الذي تعرفه لم يدفعني بعد للترويج لمثل هذه الحملة . * * نسيتُ أن أخبرك أمراً مُهماً الطقس اليوم يبدو جيداً على غيرِ عادتهِ السماءُ زرقاء تتخللها غيومٌ إسفنجية كحبات المارشميلو و نسيمٌ عليل يتسلل من النافذةِ ليداعبَ الدمعات التي تتسرب من عينيَّ على أي حال قد لا يُهمكَ كل ما ذكرتهُ أعلاه لكن هُناكَ أَسئِلةُ تراودني هل ما زالت عيناك بلون الشوكلاتة ؟ تلكَ التي قُلت لَك يوماً أنني أُحبها أكثر مِنك ! بالمناسبة : أما زلتَ غاضباً من ذاك المَوقف ؟ في الحقيقة لا أستطيع أن أذكر إن كُنت يومها أُداعبك أم أقول الحقيقة ! لا عليك فأنا أُحبك أخيراً إن كُنتَ مُهتماً لا تقلق عليّ .. فأنا بخير ابتسمُ كثيراً هذه الأيام يقولون ابتسامتي جميلة و استعادت حيويتها ! لكن لا تُصدقهم .. كانت لتكون أجمل لو كنتَ هُنا !..”