“هذا هو الإسلام .. وهذا هو خطابه لأتباعه والعالم : لا شأن لكم بالناويا .. لا شأن لكم .. ولا يعرف ما في القلوب إلا من خلقها”
“تقضي أوضاعنا، نحن العرب والمسلمين، بعامة، أن يكون الدين عندنا انفتاحا كاملا على تجدد العالم، وتغير الأشياء، وأن يكون المؤمنون وأهل الدين، تبعا لذلك، (ورشات) عمل في فقه التحليل، من أجل استيعاب هذا التجدد وهذا التغير في لغاتهما، الثقافية والمادية العديدة والمتنوعة.لكن العكس هو الحاصل. فليس هناك غير (ورشات) العمل في فقه التحريم.في كل حال ومهما كان تعليل الفقهاء، لا يخدم فقه التحريم إلا ما يحصر الدين في إطار ضيق، وما يحصر الإنسان والفكر، تبعا لذلك، في عالم ضيق.كل عالم ضيق اليوم، هو عالم ثانوي. كل ثانوي، هامشي لا شأن له، ولا فعل. كل ما لا شأن له ولا فعل، لا حاجة كيانية له. كل ما لا حاجة كيانية له، مهدد بأن ينقرض.”
“الحب لا يعطي إلا من نفسه، ولا يأخذ إلا من نفسه .والحب لا يملك، ولا يطيق أن يكون مملوكاً ، وحسب الحب أنه حب .إذا أحب أحدكم فلا يقولن :"إن الله في قلبي" وليقل بالأحرى :"إنني في قلب الله" .ولا يخطرن لكم ببال أن في مستطاعكم توجيه الحب بل إن الحب ، إذا وجدكم مستحقين ، هو الذي يوجهكم .”
“فارجعوا هو أزكى لكم..و نبه في أدب الاستئذان إلى تقديم المهم على الطارئ، فأمر المستأذن أن يرجع إذا لم يؤذن له بعد ثلاث، ذلك أن المطروق عليه قد يكون في شغل هو أهم من هذا الطارئ الذي طرأ عليه، قال تعالى (و إن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم). و هذا واضح في تقديم المهم على الطارئ و قول: (لا) للطارق الطارئ إذا كان الإنسان مشتغلاً بالمهم، و وجوب قبول ذلك منه.”
“بدأ يلقي خطبته .. لاحظت طريقته المتريثة في الكلام التي توحي بأن أهم ما في الخطبة لم يأت بعد .. مع استبدال اللام القمرية بالشمسية كأن ينطق (في الصباح) بدلاً من (فصباح).. شأن كل من يحاول استجماع أفكاره. عندها عرفت أنه لا يملك أدنى فكرة عما سيقول، وأن الجزء التالي من خطابه يحمل له مفاجأة هو نفسه ! ”
“أنت تريد أن تحكى عن المقابل الآن! من هو الذي رتب لكم عالمكم على أساس أن السعادة تقف مقابل الشقاء وأن الجزاء يقف مقابل العمل؟ من هو هذا؟ إن كل شيء في العالم يقف في صف واحد، لا شيء مطلقاً يقف مقابل الشيء الآخر.. هل تفهم؟ إن يومك ، بكل ما فيه ، هو التعويض الوحيد لذاته”