“يوميات نبى مهزوم يحمل قلماينتظر نبى يحمل سيفاهذه يوميتُه الأولىيأتي من بعدي مَن يعطي الألفاظَ معانيهايأتي من بعدي من لا يتحدث بالأمثالإذ تتأبَّى أجنحة الأقوالأن تسكن في تابوت الرمز الميتيأتي من بعدي مَن يبري فاصلةَ الجملةيأتي من بعدي مَن يغمس مدَّاتِ الأحرف في الناريأتي من بعدي مَن ينعي لي نفسييأتي من بعدي مَن يضع الفأسَ برأسييأتي من بعدي مَن يتمنطق بالكلمةو يغنِّي بالسيفهذا ما خطَّ مساء اليوم الثانيكهان الكلمات الكتبةجُهَّال الأروقة الكذَبةو فلاسفة الطلَّسماتو البلدان الشعراءجرذان الأحياءو تماسيح الأمواتوقعوا_في صحن المعبد_مثل الدببةحكُّوا أقفيتهمو, و تلاغوا كذباب الحاناتلا يعرف أحدهمو من أمر الكلماتإلا غمغمةً أو همهمةً أو هسهسةً أو تأتأةً أو فأفأةًأو شقشقةً أو سفسفةً أو ما شابه ذلك من أصواتو تسلّوا بترامي الفقاعاتلما سكروا سُكرَ الضفدع بالطينضربوا بنعيق الأصوات المجنونحتى ثقلت أجفانهمو, و اجتاحتهم شهوة عربدةٍ فظَّةفانطلقوا في نبراتٍ مكتظةينتزعون ثياب الأفكارِ المومس و الأفكارِ الحرةو تلوك الأشداق الفارغة القذرةلحمَ الكلمات المطعونحتى ألقوا ببقايا قيئهمُ العِنِّينفي رحم الحقفي رحم الخيرفي رحم الحريةهذا ما خطَّ مساء اليوم الثالثلا أملك أن أتكلمفلتتكلم عني الريحلا يمسكها إلا جدرانُ الكونلا أملكُ أن أتكلمفليتكلم عني موجُ البحرلا يمسكه إلا الموتُ على حبات الرمللا أملكُ أن أتكلمفلتتكلم عني قمم الأشجارلا يحني هامتَها إلا ميلادُ الأثمارلا أملك أن أتكلمفليتكلم عني صمتي المفهمهذا ما خطَّ مساء اليوم الرابعلا...لا...لا أملك إلا أن أتكلميا أهلَ مدينتنايا أهل مدينتناهذا قوليانفجروا أو موتوارعبٌ أكبرُ من هذا سوف يجيءلن ينجيَكم أن تعتصموا منهُ بأعالي جبل الصمت...أو ببطون الغاباتلن ينجيَكم أن تختبئوا في حجراتكموأو تحت وسائدِكم...أو في بالوعات الحمَّاماتلن ينجيَكم أن تلتصقوا بالجدرانإلى أن يصبح كل منكم ظلا مشبوحا عانقَ ظلالن ينجيَكم أن ترتدُّوا أطفالالن ينجيَكم أن تقصر هاماتكمو حتى تلتصقوا بالأرضأو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكمو في سَمِّ الإبرةلن ينجيَكم أن تضعوا أقتعة القِرَدةلن ينجيَكم أن تندمجوا أو تندغمواحتى تتكون من أجسادكمُ المرتعدةكومةُ قاذوراتفانفجروا أو موتواانفجروا أو موتواهذا ما خطَّ مساء اليوم الخامس- يا سيدنا القادم من بعديأصففتَ لتُنزل فينا أجنادك؟- لا..إني أنزل وحدي- يا سيدنا القادمَ من بعديهل ألجمتَ جوادك؟- لا...ما زال جوادي مرخىً بعد- يا سيدنا, هل أشرعتَ ”
“يأتي من بعدي من يعطي الألفاظ معانيهايأتي من بعدي من لا يتحدث بالأمثاليأتي من بعدي من ينعي لي نفسييأتي بعدي من يصنع الفأس برأسييأتي بعدي من يتمنطق بالكلمه و يغني بالسيف”
“هذا قوليانفجروا أو موتوارعب أكبر من هذا سوف يجئلن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالي جبل الصمت أو ببطون الغابات”
“غاية ما تستطيع الكلمات أن تفعله هو أن تجعل حياتنا أجمل قليلًا، و أكثر إنسانية . و غاية ما تستطيع الطلقات أن تفعله هو حماية ضعيف مرة، أو تنفيذ حكم في فار من العدالة، أو تسوية حساب قديم، و لا شئ أكثر”
“كنت أرفض .. أن أكون ضحية معتادة لكلاسيكيات الحياة: كالحب مثلاً. شعرت أنه من الغباء أن نستمر حزانى بعد ملايين السنين من اختراع الحزن، من دون أن نكتشف بعد طريقة السري في داخلنا . أريد اليوم أن أكون أقل حزنًا فقط. لا أريد أن أكون أكثر نبلاً، أو شعرًا، أو احتراقًا تحت مظلة الوهن، أو تذمرًا من معاندة الزمن. لا تعنيني كل المدن المركبة من أرق العاشقين، ودموع المتعبين ، كل هذه الخيالات الزائفة ليست إلا محاولة لتعويض فشلنا في أن نكون أقل حزنًا ، وأنا أفضل النجاح على الفشل، وأريد أن أكون أقل حزنـًا .. فقط”
“الإنسان حيوان له تاريخ ! ما معنى ذلك ؟ معناه أن الميزة الأولى التي تميز الانسان من غيره من المخلوقات هي أن كل جيل من البشر يعرف تجارب الجيل الذي سبقه و يستفيد منها ، و إنه بهذه الميزة وحدها يتطور . و على العكس من ذلك الحيوان ، فالأسد أو القط أو الكلب الذي كان يعيش في الأرض منذ ألف سنة لا يمكن أن يختلف عن سلالته التي تراها اليوم في الصفات و الطباع و نوع الحياة”