“ولم يعرف العالم إنساناً شق طريق الكمال شقاً , ومهَده للناس تمهيداً , ودعاهم إليه أحرَ دعوة , وشرح معالمه لهم أدق الشرح , وتحمل فى ذات الله ما لم يتحمل أحد مثل ماعرف هذه الشمائل فى النبى العربى محمد صلى الله عليه وسلم”
“ إن العالم من أزله الى أبده لم يعرف بشراً مصطفى المعدن , زكىَ السيرة , بهى الخلائق , صلب الجهاد , صباراً على الشدائد , فانياً فى ربه , شديد التعلق به , دائم الذكر له مثل كا عرف هذه الشمائل فى النبى العربى " محمد " صلى الله عليه وسلم”
“صاحب الرسالة جعل المجئ إليه صلى الله عليه وسلم الوارد في الآية عاماً شاملاً للمجئ إليه صلى الله عليه وسلم في حياته وللمجئ إلى قبره صلى الله عليه وسلم بعد مماته، ولم يدر أن اللفظ العام لا يتناول إلا ما كان من افراده، والمجئ إلى قبر الرجل ليس من أفراد المجئ إلى الرجل لا لغة ولا شرعاً ولا عرفاً”
“أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ٬ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ٬ ولإقامة دينه ٬ فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم`. إن بعض الذين ضاقوا بالانحرافات المعاصرة فى العالم الإسلامى فكروا فى العودة إلى الأمس القريب ٬ أو إلى بضعة قرون مضت! فقلت لهم: لا. مثلنا الأعلى فى القرن الأول وحده ٬ففى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: `إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ٬ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها ٬ وعضوا عليها بالنواجذ”
“ وماكان هدي محمد بين اصحابه صلى الله عليه وسلم إلا مدرسة بلغت العالم رسالة حضارة جديده ”
“لا يعرف التاريخُ غيرَ محمد -صلى الله عليه وسلم- رجلاً أفرغَ الله وجودَه في الوجود الإنساني كلِّه، كما تنصبُّ المادة في المادة، لتمتزجَ بها، فتحوّلها، فتحدثَ منه الجديد، فإذا الإنسانية تتحوَّل به وتنمو، وإذا هو -صلى الله عليه وسلم- وجودٌ سارٍ فيها؛ فما تبرح هذه الإنسانية تنمو به وتتحوَّل.”