“نحن لا نستطيع تخيل الا ماهو موجوداو موجود بطريقة ما غير معروفة وما التخيل الا وسيلة ما للوصول اليه ذلك ما يسمونه ربما بالنموذج المعرفي الاول المطمور في اعمق طبقات النفسوما الفصل القاطع بين المتخيل والمحسوس الا محض غرور تيه فارغ بما نملكه من حواسقد تستقبل الكثير لكنها تعمى عن الأكثر ”
“أنظر فى عينيه مباشرة بإحساس يتصاعد بالشفقة إلى حد الابتسام , فيبادلنى الابتسام الشفوق , و ما يلبث ابتسامنا المتبادل حتى يأخذ شكل برهة من الرضا , هذا الرضا الذى يسرُّ أن :- مع ذلك , ورغم ذلك , يظل وجودنا فى هذه الحياة على تكاثر آلامها و تضاؤل و ابتعاد أصغر الأمانى فيها .. يظل جديراً ببعض الفرح .. على الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم جديد .. أليس كذلك ؟أليس كذلك ؟ أسأله بإيماءة مبتسمة فيجيب علىَّ مبتسماً بمثلها , ثم أكرر سؤالى بصوت مسموع و أنا أستدير متأهباً للخروج , لكن إجابته لا تأتينى . فيبدو لى وكأنه تبخر مع سريان تيار الهواء الصباحى الذى اكتسح الغرفة آتياً من النافذة المفتوحة إلى الباب المفتوح .و أفكر فى أنه اختفى أيضاً من صفحة المرآة التى استدرت للتو عنها”
“وها هي قمة إفرست نحوم حولها ونصعد رويدا رويدا، إننا نرتقيها ونتعلق، نحدق مذهولين. تشبه هرما رماديا سرمديا موشى بالثلوج بين القمم الناصعة. أُمعِن. ثمة هالات من النور تحيط شفيفة خفيفة بقمة الهرم. أتراه وهم روحي، أم زيغ بصري، أم ارتداد ضوء الشمس عن مرايا أصفى ثلوج الأرض؟ لا أدري، ولن أدري. الذي أدريه يقينا أن مَن يصعد إلى هذا المرتقى يوما، لا يعود كما كان قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبدا إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنونا، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي، وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه البشر أو لم يلوثوه بعد.”
“لقد أنهيتُ اللقاءات، ورحت مع زميلي نستجم قليلا على حافة إحدى الغابات المحيطة بشاطيء بحيرة صغيرة في جنوب (تيرانا) يسمونها "البحيرة الساحرة". وهي ساحرة حقا. مرآة كبيرة عذبة من الماء الرقراق الهاديء، تنعكس على صفحتها الغابة الخضراء، والجبال البنفسجية، والمقاهي الصغيرة المتناثرة على أطرافها. ثمة غناء لم أستطع تحديد مصدره، يوناني النغمات، شرقي الشجى، كان يبلغ مسامعنا مع شدو طائر هنا، وخفقة ماء إثر جذب صياد عجوز لخيط صنارته هناك. سكينة وصفاء بالغان تنتعش فيهما الروح. وأفكر في (ألبانيا) فأحس بها كيانا صغيرا بديعا هشا يستأهل الرأفة والرفق.”
“كنا سبعة من إفريقيا و آسيا وأمريكا اللاتينية ... "تايو" من زائير، و"ريتشا" من الكونغو، و"على" من اليمن، وأنا من مصر ،و"كاى" من كمبوديا، و"مناف" من بنجلاديش،ومن كولومبيا "خوان" .. ورحنا نملى متوسط الأعمار فى بلادنا .. وكان الناتج 36 عاما للفرد .. فى حين كان متوسط العمر بيننا 27 عاما .. فلو كان سرطان الإشعاع يقتل فـ عشر سنين ، فإننا سنموت قبلها بوسيلة أو بأخرى من وسائل العالم الثالث الشائعة : الأوبئة ، المجاعات، الفيضانات، القحط، السجن، والحروب الأهلية ... أليس كذلك”
“وتظل ذكريات ألمي اثقل من تداعيات حنيني”