“لي حبيبٌ أزورُ في الخلواتِ ..حاضرٌ غائبٌ عن اللحظاتِما تراني أصغي إليه بسري ..كي أعي ما يقولُ من كلماتِ ؟كَلِماتٍ منْ غيرِ شَكلٍ ولا ونُطـــقٍ ولا مثلِ نَغمةِ الأصواتِفكأني مُخاطَبٌ كُنْتُ إياهُ ..على خاطري بذاتي لذاتيحاضرٌ غائبٌ قريبٌ بعيدٌ ..وهوَ لم ْ تَحوِهِ رسومُ الصفاتِهوَ أدنى من الضميرِ إلى الوهــمِ.. وأخفى من لائحِ الخطراتِ”
“و الله ما طلعت شمس و لا غربتإلا و حبك مقرون بأنفاسيو لا جلست إلى قوم أحدثهمإلا و أنت حديثي بين جلاسيو لا ذكرتك محزونا ولا فرحاإلا و أنت بقلبي بين وسواسيو لا هممت بشرب الماء من عطشإلا رأيت خيالا منك في الكاسِو لو قدرت على الإتيان جئتكمسعيا على الوجه أو مشيا على الراسِو يا فتى الحي إن غنيت لي طربافغنني واسفا من قلبك القاسيما لي و للناس كم يلحونني سفهاديني لنفسي و دين الناس للناسِ”
“مَن سارروه فأبدى كلّما ستـروا و لم يراع اتّصالاً كان غَشَّاشـاإذا النفوس أذاعت سرّ ما علمت فكل ما خلت من عقلها حاشـامن لم يصن سرّ مولاه و سيّـده لم يأمنوه على الأسرار ما عاشاو عاقبوه على ما كان من زَلَـَل و أبدلوه مكان الأُنْس ايحاشــاو جانبوه فلم يصلح لِقُرْبِهِـــم لمّا رأوه على الأسرار نبَّاشــامن أطلعوه على سرّ فنمَّ بـــه فذاك مثل يبين الناس طيّاشــاهم أهل السرِّ و للأسرار قد خُلقوا لا يصبرون على ما كان فحَّاشالا يقبلون مذيعاً في مجالسهــم و لا يحبّون سِتْراً كان وَشْواشالا يصطفون مضيفاً بعْض سرّهم حاشا جلالهم من ذلِكم حاشـافَكُنْ لهم و بهم في كلّ نائبــةٍ إليهم ما بقي الدهر هشَّاشــا”
“يا موضع الناظر من ناظـري و يا مكان السرّ من خاطـرييا جملة الكلّ التي كلهــــا أحبّ من بعضي و من سائريتراك ترثي للذي قلبــــه مُعَلَق في مخلبي طائــــرمدَلَهٌ حيرانُ مستوحـــشٌ يهرب من قفر إلى آخـــريسري و ما يدري و أسراره تسري كلمح البارق النائــركسرعة الوهم لِمَنْ وهمه على دقيق الغامض الغابـرفي لجّ بحر الفكر تجري به لطائف من قدرة القـــادر”
“إذا دهمَتـْك خيول البعـــاد ونادى الاياس بقطع الرجـافخُذْ في شمالك ترس الخضوع و شـُدّ اليمين بسيف البكـاو نَـفْسَـك نَفْسَك كُنْ خائفـاً على حذر من كمين الجفـافإن جاء الهجر في ظلمـــة فسِرْ في مشاعل نور لصفافقـُلْ للحبيب ترى ذلـّــتي فجُدْ لي بعفوك قبل اللقــافـَوَ الحُبِّ لا تنثنِي راجعــاً عن الحِبِّ إلّا بِعَوْض ِالمنـا”
“لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائـــي لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـيأدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــييا عين عين وجودي يا مدى هممي يا منطقي و عباراتي و إيمائـييا كلّ كلّي يا سمعي و يا بصري يا جملتي و تباعيضي و أجزائييا كلّ كـلّي و كلّ الكـلّ ملتبس و كل كـلّك ملبوس بمعنائــييا من به عُلقَتْ روحي فقد تلفت وجدا فصرتَ رهينا تحت أهوائيأبكي على شجني من فرقتي وطني طوعاً و يسعدني بالنوح أعدائـيأدنو فيبعدني خوف فيقلقنــي شوق تمكّن في مكنون أحشائـيفكيف أصنع في حبّ كَلِفْتُ به مولاي قد ملّ من سقمي أطبّائـيقالوا تداوَ به منه فقلت لهـم يا قوم هل يتداوى الداء بالدائـيحبّي لمولاي أضناني و أسقمني فكيف أشكو إلى مولاي مولائـياّني لأرمقه و القلب يعرفـه فما يترجم عنه غير ايمائـــييا ويحَ روحي من روحي فوا أسفي عليَّ منّي فإنّي اصل بلوائـــيكانّني غَرق تبدو أناملــه تَغوثُّاً و هو في بحر من المـاءوليس يَعْلَم ما لاقيت من احدٍ إلا الذي حلَّ منّي في سويدائـيذاك العليم بما لاقيت من دنفٍ و في مشيئِتِه موتي و إحيائــييا غاية السؤل و المأمول يا سكني يا عيش روحي يا ديني و دنيائيقُلْ لي فَدَيْتُكَ يا سمعي و يا بصري لِمْ ذا اللجاجة في بُعدي و إقصائيإِن كنتَ بالغيب عن عينيَّ مُحْتَجِباً فالقلب يرعاك في الأبعاد و النائي”
“عجبتُ منك و منـّـي يا مُنـْيـَةَ المُتـَمَنّـِيأدنيتـَني منك حتـّـى ظننتُ أنـّك أنـّــيوغبتُ في الوجد حتـّى أفنيتنـَي بك عنـّــييا نعمتي في حياتــي و راحتي بعد دفنـــيما لي بغيرك أُنــسٌ من حيث خوفي وأمنـييا من رياض معانيـهْ قد حّويْـت كل فنـّـيوإن تمنيْت شيْــــاً فأنت كل التمنـّـــي”