“وتبادَل الناس النظرات كأنهم في حلم، فواصل (قاسم) كلامه قائلا:- لقد ذهب الناظر إلى غير رجعة، واختفى الفتوات، لن يوجد في حارتنا بعد اليوم فتوة، لن تؤدوا إتاوة لجبار، أو تخضعوا لعربيد متوحش، فتمضي حياتكم في سلام ورحمة ومحبة.وقلَّب عينيه في الوجوه المستبشرة وقال:- وبيدكم أنتم ألا يعود الحال كما كان. راقبوا ناظركم، فإذا خان اعزلوه، وإذا نزع أحدكم إلى القوة اضربوه، وإذا ادَّعى فرد أو حي سيادة أدِّبوه. بهذا وحده تضمنون ألا ينقلب الحال إلى ما كان، وربنا معكم.”

نجيب محفوظ

Explore This Quote Further

Quote by نجيب محفوظ: “وتبادَل الناس النظرات كأنهم في حلم، فواصل (قاسم) … - Image 1

Similar quotes

“وبيدكم أنتم ألا يعود الحال كما كان، راقبوا ناظركم، فإذا خان اعزلوه، وإذا نزع أحدكم إلى القوة اضربوه، وإذا ادعى فرد أو حي سيادة أدبوه، بهذا وحده تضمنون ألا ينقلب الحال إلى ما كان”


“في كل شبر من هذه الحارة تجد دليلا على وجود الفتوات، ولكنك لن تجد دليلا واحدا على وجود أناس مثل جبل أو رفاعة أو قاسم.”


“وكان يذهب عند الأصيل إلى بيت الناظر فيجالسه ويشاربه، ثم يعود ليلا إلى داره فيجد أن (حنش) قد هيأ له في الحديقة أو المشربية غرزة صغيرة فيحششان معا. ولم يكن معدودا في الحشاشين من قبل، ولكن التيار جرفه. وطارده الملل. وحتى (عواطف) أخذت تتلقَّن تلك الأشياء. كان عليهم أن ينسوا الملل والخوف واليأس وإحساسا محزنا بالذنب، كما كان عليهم أن ينسوا آمال الماضي العريضة.”


“لقد وعد الجبلاوي أدهم بأن يكون الوقف لخير ذريته. وشُيدت الربوع ووزعت الخيرات وحظى الناس بفترة من العمر السعيد. ولما أغلق الأب بابه واعتزل الدنيا احتذى الناظر مثاله الطيب حيناً، ثم لعب الطمع بقلبه فنزع إلى الاستئثار بالريع. بدأ بالمغالطة في الحساب والتقتير في الأرزاق ثم قبض يده قبضا مطمئنا إلى حماية فتوة الحارة الذي اشتراه. ولم يجد الناس بُداً من ممارسة أحقر الأعمال. وتكاثف عددهم فزاد فقرهم وغرقوا في البؤس والقذارة. وعمد الأقوياء إلى الإرهاب والضعفاء إلى التسول، والجميع إلى المخدرات. كان الواحد يكد ويكدح نظير لقمات يشاركه فيها فتوة، لا بالشكر، ولكن بالصفع والسب واللعن.”


“ولستُ أول من اختار المتاعب في حارتنا، كان بوسع (جبل) أن يبقى في وظيفته عند الناظر، وكان بوسع (رفاعة) أن يصير نجار الحارة الأول، وكان في وسع (قاسم) أن يهنأ بـ(قمر) وأملاكها وأن يعيش عيشة الأعيان، ولكنهم اختاروا الطريق الآخر.”


“ويوماً سألته :- إذا كان الإسلام كما تقول فلماذا تزدحم الطرقات بالفقراء والجهلاء ؟!فأجابني بأسى :- الإسلام اليوم قابع في الجوامع لا يتعداها إلى الخارج !”