“عندما يُسحق الانسان إلى درجة حرمانه من أشياءه الصغيرة والعادية في حياته اليومية، عندما يوضع في أمكنة لا تنتمي إليها روح الانسان ويُجرّد من كل شيء حتى من اسمه ويتحول الى رقم، فيما بعد يشعر لحظة استعادته لأبسط الاشياء أن الأقدار عادت لتبتسم له وتدب في خلاياه دماء الحياة.”

ممدوح عدوان

Explore This Quote Further

Quote by ممدوح عدوان: “عندما يُسحق الانسان إلى درجة حرمانه من أشياءه الص… - Image 1

Similar quotes

“مجتمعات القمع هي المجتمعات التي تضع هدفها أنه لا بد من أن يتغير شيء ما في الانسان لضمان انصياعه التام والدائم”


“إن الإنسان بطبيعته ميال إلى رفض الإذلال، ولذلك فإن المهان الذي لا يستطيع رد الإهانة يجب أن يصرفها مثل الفيتامين سي الزائد في الجسم، وهو حين لا يستطيع ردها من مصدرها لابد له من أن يصرفها باتجاه آخر (كأن يبكي مثلاً)، إلا أن الشائع هو التصريف نحو من يستطيع أن يتجبر عليهم.”


“وإذا نظرنا إلى الجانب الأفضل من الإنسان وتاريخه نستطيع أن نستنتج أن تاريخ "تطور" البشرية هو تاريخ محاولات الإنسان للابتعاد عن هذا الوحش الكامن في أعماقه, أو عدم السماح له بالنمو على أمل التوصل إلى التخلص منه نهائيا. وهذا الوحش الذي صار قابعا في الأعماق مشكله أساسية من المشكلات التي حاول رجال الفكر والأدب معالجتها, والتي حاولت الأديان ترويضها بالدعوة إلى التسامح والمحبة والإخاء.وسنكتفي بالقول الآن أنه قد تولد في أعماق الإنسان, بفعل هذه الأحوال كلها, "شيء", أو أن هذا الإنسان لم يستطع,وبسبب هذه الأوضاع ذاتها, التخلص نهائيا من "ذلك الشيء" الذي كان فيه, والذي سنقبل الآن بتسميته "الوحش".”


“يقول أحمد عباس صالح في كتاب (اليمين واليسار في الإسلام):"حين يحكم السيف تضيع الكرامة ويستسلم الناس ويستدعون من أنفسهم كل الكوامن الخبيثة ليعايشوا السلطة القاهرة بأسلحة من طباعها, وفي بعض فترات التاريخ يبدو الواقع حادا شديد الحدة, فيخيل للإنسان الذي يعايش هذا الواقع أن كل ما قرأه عن القيم الخيرة والنزوع البشري إلى الخير إن هو إلا أوهام كتّاب حالمين لم يصطدموا بالواقع. فعند احتدام هذا الواقع لا يستطيع الإنسان أن يميز بين الخطأ والصواب, وحين ينتصر الباطل في أفضح صوره في موقعة إثر موقعة ويكتسح الحكم الإرهابي أمامه كل العقبات يحدث ما يشبه الوباء العام, وتصبح غالبية الناس جبناء وانتهازين وقتلة ومجرمين, حتى يصعب تصديق أن الطبيعة البشرية تحتوي على أي إحساس يمت للخير بصلة. إن نفوس الناس تنهار واحدة إثر الأخرى, والعدوى تنتقل انتقال الوباء المستشري, وتفقد البشرية إحساسها بالكرامة وكأنها هي تحكم على نفسها بالانحطاط إلى أبعد مدى تعاقب نفسها بما ترتكبه من آثام. وليست المسألة بعد ذلك صراعا بين قوى ظالمة وقوى مظلومة, إنما هي في الواقع صراع بين القيم الإنسانية العليا والقيم السفلى, ومهما تلبس القوى من أردية المنطق والعدالة والسياسة فإنها في الواقع تنخر في صميم الكيان البشري وتوشك أن تودي بهذا الكيان إلى الفناء".”


“أن لا تشعر بالضرب حين تكون حرا ان ترده, انت تشعر به هناك حين يكون عليك فقد ان تتلقاه, ولا حرية لك ولا قدرة لديك على رده, هناك تجارب الإحساس الحقيقي بالضرب, بألم الضرب .. لا مجرد الألم الموضعي للضربة .. إنما بألم الإهانة. حين تحس أن كل ضربة توجه إلى جزء من جسدك توجه معها ضربة أخرى إلى كيانك كله, إلى إحساسك وكرامتك, ضربة ألمها مبرح لأنها تصيب نفسك من الداخل .. الضرب, ذلك النوع من الضرب, حين يتحول المضروب إلى أنقاض إنسان مذعورة, أنقاض تتألم. وبوعي تحس نفسها وهي تتقوض إلى أسفل. وبإرادتها الخانقة تمنع نفسها من أن ترد, ويتحول فيها الضارب إلى أنقاض إنسان من نوع آخر وكأنه إنسان تهدم إلى أعلى, يسعده الألم الذي يحدثه في ابن جنسه, ويستمتع بإرادة. وبإرادة ايضا يقتل الاستجابة البشرية للألم في نفسه فلا يكف إلا ببلوغ ضحيته أبشع درجات التهدم والتقوض, وبلوغه هو أخس مراحل النشوة المجرمة.”


“إن الانسان بذاته, ومن خلال الممارسات الشنيعة عبر تاريخ الحروب, لم يكن ميالا إلى الحفاظ على حياة هؤلاء, فالحروب تقوم لأهداف يراها القادة والزعماء وتجعلهم يعلنونها ويشنونها, ولكن هذه الأهداف تصل إلى الأفراد بطريقة خاصة تجعلهم مؤهلين للقتل من أجلها في الميدان, غير أن تأهيلهم لهذا القتل لا ينتهي عند استعدائهم على الخصم المحارب لقتله أو إيقاع الهزيمة فيه, بل يمتد إلى قتل الجريح والأعزل والمستسلم ثم المدني المسالم, ما يمكن تلخيصه بالرغبة في ابادة الطرف الآخر ابادة نهائية.”