“لقد إكتشفت بإن الحب أغنية هزيلة نحرص طوال أيامنا على ترديدها , مترنمين بها إلى درجة الافتتان , وفجأة نفيق على صراخ ينبهنا بأن أصواتنا نشاز , أو أن كلمات هذة الأغنية هربت من ذاكرتنا وغدونا نردد كلمات مفككة عندها نشعر بالألم , ونسفك بقية أعمارنا في استرجاع تلك الغفلة التي كنا نعيشها , إن استرجاعنا تلك اللحظات كمن يحاول إحلال الوهم محل الحقيقة , ولولا الوهم لأصبحت حياتنا قذرة .. مرمى يستقبل جيف الأرض , ويعيش فيها , والحقيقة التي لا تعرفها إلا متأخرا هي زيف الحياة المعاشة عندها تتمنى لو أن حياتك بها قاذورات الدنيا كلها أفضل من أن تكون حياة كاذبة تعيش في داخلها وفجأة تكتشف أنك كنت لعبة غبية تتحرك بأيدي الآخرين وكما يشاءون .”
“آه لو كنت معي في تلك اللحظات!ثمّة مواقف في الحياة يغدو من السخف أن تحاول وضعها في كلمات، وإلا لكان من السهل أن تصف شعورك عندما همستْ هي بأنها تحبك، أو عندما رأيت أنا أبي يغمض عينيه لآخر مرة ويأبى أن يرد عليّ.. كل هذه أمور عاصية على الوصف، معجزة لقدرة اللغة على التعبير..”
“ما أقصر حياتنا.. إنه لا تحتسب حياتنا إلا بقدر تلك اللحظات التي نستشعر معية الله أو التي نبدع فيها قولا أو شيئا مفيدا.. تلك فقط هي حياتنا.. أما ما اعتدنا تسميته حياة من روتين وتفاعل بشري محض في حدود احتياجات الجسد فلا عبرة به.. لأن الحياة تمتد إلى ما بعد الموت تلك حياة الروح أما حياة الجسد فكلها قصور وحيوانية.”
“على الرغم من أن القدر يتحكم في الكثير من المواقف التي نمرّ بها, إلا أننا لا نشعر به إلا حينما نكون على موعد مع المواقف غير العادية تلك التي ليس لها علاقة بالخوف من جوع محتمل الليلة , بل بالخوف من ليلة أخرى تحمل برداً أقسى من الليلة التي سبقتها .”
“أن تكون لك ذاكرة لا ينمحي منها شيء ، هذا النوع من الذاكرة يشبه أن تكون معاقا ، قد تنسى أحيانا أنك عشت حياتك أقل من الآخرين لكنك أبدا لا تستطيع نسيان آخر نظرة رماها أحدهم على يديك أو على رجليك ، وتشعر أنك تتألم من هذه النظرة في لحظة أكثر من ألم إعاقتك في حياتك كلها”
“إن الفضيلة ليست مقاومة الغواية ، ولكن التعايش معها ، فلا أحد يستطيع أن يقاوم طوال حياته ، يجب على الفضيلة أن تجاور دون صراع ، إنها تلك العباءات التي نرتديها ، والعمائم التي نغطي بها رؤوسنا ، الحجة التي نعيش بها في مدينة الغواية.”