“تكرار الموروث كمثل نفيه ، أو لنقل التكرار نوع آخر من النفي . وهؤلاء الذين يكررون الماضي ، لا يقومون في الواقع إلا بنفيه . فليس تكرار الأصول أو اجترارها هو ما يجعل الإنسان مرتبطًا بالأصول . بل نقدها والحوار معها . فما يؤصل الإنسان يكمن في المساءلة المستمرة للأصول .”
“ألا ما اتعب الإنسان بحياته وموته! إن هذه الحياة مصيبة كتبت على الأرواح لإيجاد عيوبها في عالم العيوب؛ والموت مصيبة كتبت عليها لنقل هذه العيوب معها إلى العالم الآخر؛ فما عسى أن يكون الجمال و الحب إلا تخفيفا من مصيبتين أو.. أو زيادة فيهما؟”
“الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقتل أخاه الإنسان لا دفاعاً عن النفس ولا بحثاً عن لقمة عيش نادرة, بل حباً في القتل ذاته أو في سبيل صراع مميت حول شيء من مال أو سلطة. وهل تعلمون أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يصنف أبناء جنسه وإخوته في الإنسانية إلى أحمر وأصفر وأبيض وأسود, وشرقي وغربي, وبين هؤلاء وهؤلاء أصناف وأصناف يقوم بينهاالقتال ويسود علاقاتها العنف وتسيل الدماءوحتى إذا ما بحثنا عن جذر المشكلة ولب الإشكال وجدنا أن العلة تكمن في الذات, وأنالصراع ليس إلا حول كلمة أو لفظة أو كره غُذي به الإنسان مذ كان طفلاً بريئاً لا يدرك ولا يعي ...”
“إن جميع مدارك الإنسان إنما هو وليد تصوراته، والتصورات إنما تتجمع في الذهن عن طريق نوافذ الحواس الخمس. وهذا يعني أن الإنسان لا يعقل من المجردات إلا ما كان له مقاييس ونماذج حسية في ذهنه، فما لم يسبق له في ذهنه أي نموذج أو مقياس فإن من المحال بالنسبة إليه أن يتصوره ويدركه”
“الإنسان مسؤول عن إعلان رأيه أمام ضميره لأنه مسؤول عن ذلك امام الله فليس الرأي من الإنسان كالقطعة من ملابسه يلبسها الناس أو يخفيها في خزائنه تبعاً لمزاجه المتقلب يوماً بعد يوم بل الرأي هو صميمه هو لُباب كيانه هو فؤاده”
“أن الإنسان لا يعيش فردا ولكنه حين يموت يموت فردا ، فإذا رأيت فقيرا منبوذا من الاجتماع منفردا عنه لا يساهمه في عمله أو عيشه ، بل كأنه يعيش في بقعة مجهولة من الحياة فاعلم أن إهمال ذلك الفقير هو نوع من القتل الاجتماعي”