“الحضارة الغربية ترى الإنسان باعتباره كائناً مادياً. ولا أعني بذلك حب النقود كما يتصور البعض، فالمسألة أبعد ما تكون عن ذلك. فالإنسان المادي في تصوري هو الإنسان الذي يدرك العالم وذاته من خلال حواسه الخمس، ويحدد أهدافه وتطلعاته في هذا الإطار، فهو إنسان غير قادر على تجاوز السقف المادي الذي أطبق عليه، ولذا فمؤشرات التقدم بالنسبة له مادية، والأخلاق هي الأخرى نفعية مادية، وكل ما لا يمكن تفسيره ماديا لا وجود له”
“إن من يتعامل مع الأدب عليه أن يتعامل مع الظاهرة الإنسانية في كل تركيبيتها وعمقها، فيدرك أن الإنسان كائن قادر على تجاوز السطح المادي وقادر على التمرد على الظلم، فالإنسان القادر على تجاوز السطح المادي هو الإنسان الإنسان، شيء رائع فريد وخاص، وحينما يتحدث المرء عن الفريد والخاص فهو في واقع الأمر لا يتحدث عن التطور وإنما عن الخلق”
“الذي يقول أن الإنسان مجموعة وظائف فيسولوجية مادية لا غير، عليه أن يفسر لنا أي يذهب ذلك الإنسان في لحظة النوم؟”
“الإنسان الذي يعرض أفكاره ، يمكنني أن أقول له برضا كبير : لا تهمني أفكارك وقناعاتك المذكورة ، ولا نظرتك للعالم ولا كيف تسمي كل ذلك .. الشيء الوحيد المهم بالنسبة لي والشيء المهم فعلاً هو كيف أنت ، هل أنت إنسان جيد أم سيء ؟ في الحقيقة أن كل قصصك وكل تصرفاتك هي مهمة فقط بقدر ما تساعدني على إجابة السؤال عنك : من تكون ؟”
“يجب على الإنسان أن لا يخشى من المجهول . لأن كل إنسان قادر على اكتساب ما يريد وما هو ضروري له ، فكل ما نخشاه هو أن نخسر ما نملك ، لكن هذا الخوف يتلاشى عندما ندرك أن صيرورتنا وصيرورة العالم قد خطتها يد واحدة.”
“والإسلام - كما هو ظاهر في كتاب الله وسنة رسوله- ينظر إلى الإنسان على أنه لا يتجزأ،فالتشريع له في الدنيا والجزاء له في الأخرى،لا يفصل بين روحه وجسده.وكما أن الماء بخصائصه المعروفة يتكون من عنصرين اقنين،ولا يسمى أحدهما وحده ماء،كذلك الإنسان، هو إنسان بروحه وجسمه معاًيستقبل التكليف بهما، ويتحمل الجزاء بهما.”