“لا قاع للمرآة التي تشير إلى مرور الكائنات والأشياء ولا تحتفظ بها. تتركها تعبر. وربما هذا ما يخيف المرأة فيها أكثر مما يخيف الرجل. في هذه اللوحة، لا تتسع المرآة لشيء آخر غير الوجه، وهي له لا للأعضاء، على الرغم من جمال تلك الأعضاء وتناسقها. كأنّ الوجوه هي المكان الذي يفضّل فيه الوقت أن يستوطن. هناك يحلو له أن يقيم. أما الجسد الغاوي فيغيب كما تغيب أجمل الغيوم في السماء.”
“أربعة وأربعون عاماً فقط، أي العمر الذي تعي فيه المرأة أنّ استدارة قمرها قد اكتملت وأنّ الحبّ الذي ينتظرها من الآن فصاعداً إنّما يتفتّح في حقول بعيدة لا خشية فيها مما سوف يأتي.بيلي هاليداي.المومس القدّيسة، حاملة القرابين، وأمامها الأسد الجريح يحمل الطريدة بين شَدقَيه.”
“لا يكفي المرأة - لكي تكونَ امرأة - أن تمتلك أعضاءَ الأنثى، ولا تكفيها غريزة النسل.”
“الحبّ مصدرُ النار التي تتحايل على الموت، المكانُ الذي يعيش فيه العدد الأكبر من النجوم، البحيرةُ الساكنة في أعلى المساء تراقبنا من بعيد.الحبّ حديقة أوهام ينبغي الاعتناء بها.”
“ما نفع اللغات كلّها حين لا تتمكّن ولا كلمة واحدة من إزاحة هذا الرّكام؟”
“نأتي مسرعين ونمضي مسرعين مثل النيازك الضاحكة في أعلى الفضاء، لكن من قال إنّ هذا العبور السريع لا ينطوي على شيء من الأبديّة؟”
“في المساء، يُقفلُ متحف "لاكاديميا" في البندقية. تُطفأُ الأضواءُ على لوحة جيورجيوني. اللوحةُ في الظلام. يرفُّ جفنُ العذراءِ التي تدركُ أنّ وليدَها سيموت. تُخرجُ له ثديَها.”