“برد الشتاء في هذه المدينة لا يعمل إلا على إيقاظ الجروح القديمة”
“لا أدري لمَ تضيق دروب هذه المدينة فجأة .. لماذا تحاصرنا دائما بين جدرانها القديمة .. ما سر هذه الشيخوخة التي أصابتها .. و لماذا تختفي السماء دائما في وقت الحاجة إليها؟!”
“انطلق الاحتجاج في سماء المدينة كسحب الشتاء ولم يعد يستطيع أحد أن يخمده، حتى لو أنه خمد هذه المرة فسوف يبقى كامنًا في خزائن الصدى الذي يسري في عروق المدينة.”
“لقد أصبح سكان هذه المدينة الأصليون، لا يزورونها سوى في الأعراس.. أو في المآتم”
“على أية حال, ليس ثمة برد يستحق. لم يعد الشتاء يُجيد الوقوف بنا مثلما كان يفعل من قبل. صار شيخاً مسنّاً بلا حول, أخفت الأيام صوته القوي, وانتهكت حنجرته الجبارة, وتركته عليلاً يوشك أن يتقاعد من عمله في الزمن, ويترك المدينة وراءه لفصلها الوحيد الذي تعرف لغته, الصيف.”
“كم الساعة الآن؟ الواحدة ؟ الثالثة؟ أم لعلها الخامسة؟ .. في الشتاء تفقد المدينة زمنها .. تمارس تيهها الخاص ، تغيب في نزقها”