“إن خصوصية المصدر أو المنشأ، لا تعني أن تعاليم الإسلام تحوّل البشر إلى ملائكة، أو تحيل الأرض جنة ونعيما مقيما. إنما يظل البشر بشرا بما فيهم الصالحون والطالحون وتظل الأرض أرضا يتنازعها الخير والشر. غاية ما هناك أنها تطرح حلولا أعمق لمشكلات الفرد والمجتمع، وتوفر إمكانية أفضل لتحقيق الخير وإقامة العدل بين الناس.وذلك كله لا سبيل إلى بلوغه إلا بالناس، وخضوعا لنواميس الكون وقوانين الأرض، وليس بعصا سحرية ولا خوارق أو معجزات”
“إن سقوط أغلال الإيمان بالسماء عن الإنسان لن يجعله حراً أو قادراً على أن يصنع كل حريته و إرادته إن أغلال البشر ليست بإيمانهم بل في وجودهم و هي أغلال لا تصنعها السماء بل تصنعها الأرض . أو تصنعها السماء و الأرض .”
“إن الطاقة النفسية كلها.. فيما عدا خطوطاً قليلة جداً .. محايدة بين الخير والشر. لا لون لها في ذاتها. ولكن التوجيه الذي يقع لها هو الذي يحولها إلى طاقة خيرة أو طاقة شريرة........... والإنسان بعد من أعظم معجزات الخلق: لا هو بالملاك ولا بالشيطان. ولكنة مشتمل عالخير والشر، وقادر في لحظات الأرتفاع أن يصبح كالملائكة، وقادر في لحظات الهبوط أن يصبح كالشياطين.”
“إن غاية الحياة السياسية أن تحقق للشعب حياة سعيدة وموفورة.وقد أثبتت كل تجارب البشر، في كل بقاع الأرض، أن الحياة السعيدة الرضية الموفورة لا تتحقق للشعب إلا إذا كان سيد نفسه.”
“إن انتزاع حق التشريع من البشر ورده إلى الله وحده سبحانه لم يبق لواحد من البشر أو لجماعة أو لطبقة أى مجال للتحكم فى الآخرين ولا أى منفذ يعلو به فرد على فرد أو فرد على جماعة أو طبقة على طبقة.إن الحاكمية كلها لله سبحانه وليس لغيره أن يشرع إلا استمدادامن شريعته والله رب الجميع فإذن لن يكون فى تشريعه محاباة لفرد أو جماعة أو طبقة ولن يحس أحد أنه حين ينفذالقانون خاضع لمشيئة أحد إنما هو خاضع لله رب الجميع ومن ثم تتساوى الرؤوس وترتفع الهامات جميعا لأنها لا تعنو جميعا إلا لله وحده.”
“العلم حقيقة محايدة، لا تؤدي بذاتها إلى الخير أو الشر، ولا تؤدي بذاتها إلى الهدى أو الضلال. ولكن القلب الذي يستخدم هذه الحقيقة هو الخيِّر أو الشرير، هو الذي يتجه بها إلى طريق الهدى أو طريق الضلال”