“في الماضي البعيد قامت مزاوجة في بنية التربية والتعليم بين علوم الشريعة والعلوم الحياتية والكونية، وقد أنجب ذلك الاقترانُ حضارة إسلامية زاهية باهرة، ثم أخذت علوم الحياة تنسحب من المناهج والحِلَق الدراسية شيئاً فشيئاً، حتى جهلت الأمة أبجديات المعرفة في الطبيعة والكون والصناعة ، ووصلت إلى الحضيض، واليوم ترتكب الأمة الخطأ نفسه على نحو معكوس، حيث تَرَاجع نصيب العلوم الشرعية في المناهج الدراسية في أكثر البلدان الإسلامية، كما تراجعت المفردات القيمية والأخلاقية في لغة التربية والإعلام، وكان حصاد ذلك: أعداداً كبيرة من البشر تحيط بالكثير من المعارف النختلفة، لكنها تجهل بدهيات وأساسيات في عباداتها ومعاملاتها! وصار لدينا اليوم كمّ هائل من المفردات التي تحث على النشاط والفاعلية والنجاح والتنظيم وحيازة الثروة وتحقيق الذات.. على حين تنوسيت المفردات التي تغرس أخلاق الصلاح والاستقامة والبعد عن الحرام، والإقبال على الآخرة..”
“إن أعداداً كبيرة من المسلمين زعموا أن صاحب الرسالة آثر الفقر على الغنى, ودعا إلى قلة ذات اليد, وبهذه الفلسفة الجبانة نشروا الفقر في الأمة الإسلامية من عدة قرون, وجعلوها لا تحسن إدارة مفتاح في خزائن الأرض”
“المواد الدراسية تظل إجمالاً غريبة عن الإطار الحياتي للتلميذ ,إنه يتعلم عموماً إما محتويات دراسية مستوردة من خارج المجتمع(نظريات وعلوم الغرب مطبقة على ظواهره) في المراحل العليا من التعليم وإما مواد لا تمت إلى واقع التلميذ بين الفئات الشعبية في المراحل الابتدائية والمتوسطة معظم المناهج تعالج قضايا تمت إلى حياة الطبقة المسيطرة تغرس في الطفل المثل العليا السائدة لهذه الطبقة والتي لا يمكنه عملياً وواقعياً ممارستها في حياته اليومية يظل العلم مسألة نظرية لا يعالج واقع الطالب في العالم المتخلف لا يتيح له فرصة الإرصان العقلي لهذا الواقع وانفصام عنه في المدرسة التى تفرض على الطالب حالة من الاغتراب عن قضاياه المعاشة”
“يبدو لي أن الخلاف الجوهري بين نحو الجملة ونحو النص يتمثَّل في اقتصار نحو النص على مناط الإبداع وتخفُّفه من كثيرٍ من قضايا اللغة النفعيَّة كالصِّحَّة التركيبيَّة والالتزام الحرفي بالمعيار، حتَّى إنَّه حين يتناول مثل هذه القضايا التي هي جوهرية في نحو الجملة فإنما يتناولها لا ليقف عندها بل لينفذ إلى أغراض فنِّيَّة جوهرية بالنسبة له، هذا من حيث المهمَّة والهدف، كما أنه يختلف في مصادر استمداده كما سبق بيانه، ويُعدُّ في ذلك أوسع من نحو الجملة، يخطئ إذن من يقابل بين نحو النص ونحو الجملة ويجعل الأول دعوة لإلغاء الآخر، ومثله في ذلك كمثل من يقول إن غرفة الموسيقى في مدرسةٍ ما قد بُنيت من أجل هدم غرفة المدير”
“عليك بتنويع القراءات في مصادر المعرفة المختلفة, فالإغراق في بحر واحد من المعارف يجعل القارئ محدود الثقافة وغير قادر على الإبداع لأن الإبداع لا يكون إلا بتلاقح العلوم واستشراف فلسفتها العامة التي تحيط بأجزائها المختلفة.”
“فسوء التربية هو الذي أوصل المرأة إلى هذا لأننا نربي المرأة على الشعور بانكسارها وذلها الآتيين من أنوثتها فتشعر بضرورة التجائها للرجل لتعيش تحت جناحه يطعمها ويكسوها من كيسه حتى لا تموت برداً ولا جوعاً وهو في مقابل ذلك يشترط عليها أن تحتجب عن الحياة حرصاً على أنانيته فيها فكيف يمكن بعد هذه التربية السافلة أن نطلب منها أن تكون زينة بيوتنا وأم رجال الغد وعوناً لنا على الحياة ؟ ومن ثم فلا رجا في تربية تسجل لنا النصر ي الحياة ما لم يزل في أعماقنا احتقارها واعتبارها خلقاً ناقصاً لا يقدر من نفسه أن يؤدي واجبه”