“في الماضي البعيد قامت مزاوجة في بنية التربية والتعليم بين علوم الشريعة والعلوم الحياتية والكونية، وقد أنجب ذلك الاقترانُ حضارة إسلامية زاهية باهرة، ثم أخذت علوم الحياة تنسحب من المناهج والحِلَق الدراسية شيئاً فشيئاً، حتى جهلت الأمة أبجديات المعرفة في الطبيعة والكون والصناعة ، ووصلت إلى الحضيض، واليوم ترتكب الأمة الخطأ نفسه على نحو معكوس، حيث تَرَاجع نصيب العلوم الشرعية في المناهج الدراسية في أكثر البلدان الإسلامية، كما تراجعت المفردات القيمية والأخلاقية في لغة التربية والإعلام، وكان حصاد ذلك: أعداداً كبيرة من البشر تحيط بالكثير من المعارف النختلفة، لكنها تجهل بدهيات وأساسيات في عباداتها ومعاملاتها! وصار لدينا اليوم كمّ هائل من المفردات التي تحث على النشاط والفاعلية والنجاح والتنظيم وحيازة الثروة وتحقيق الذات.. على حين تنوسيت المفردات التي تغرس أخلاق الصلاح والاستقامة والبعد عن الحرام، والإقبال على الآخرة..”

عبد الكريم بكار

Explore This Quote Further

Quote by عبد الكريم بكار: “في الماضي البعيد قامت مزاوجة في بنية التربية وال… - Image 1

Similar quotes

“مرّ على العالم الإسلامي ما يقرب من عشرة قرون, وكثير من الناس يهتمون بالصيام أكثر من اهتمامهم بالصلاة حتى قال ابن الجوزي-رحمه الله-:"وفي زماننا من إذا جلدته حتى يصلي ما صلى, وإذا جلدته حتى يفطر في رمضان ما أفطر!", مع أننا نعرف أن أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين هو الصلاة, وهذا الخلل في الاهتمام ظلّ موجودًا إلى عهدٍ قريب, ولا نستطيع أن نفهمه إلاّ إذا عدنا إلى التاريخ؛ ويغلب على ظني في هذا السياق أن الأمة مرّت بفترة انقطاع حضاري ساد فيها الجهل, وقلّ العلم , وحين يحدث ذلك يصبح تحكّم العادات و التقاليد بسلوك الناس أكثر من تحكّم المبادئ والأحكام الشرعية... ويبدو أن إفطار رمضان يعبِّر في نظر الكثيرين عن نقص في الرجولة, وليس كذلك ترك الصلاة, وهذا ما دعا الكثير من المسلمين في الماضي إلى التشبث بالصيام والتهاون بالصلاة.”


“الوضعية الحالية للسواد الأعظم من القراء عندنا هي الاطلاع غير المنظم على عدد واسع من العلوم والمعارف ؛ فترى الواحد منا يقرأ في اليوم الواحد علوما متعددة ، وهو قلما يقرأ كتابا إلى نهايته ! وإذا قرأ فإن قراءته ملونة ومجزأة ، لا تربط بين مفرداتها رابطة ، وقد تغيب عن الواحد منهم عشرين عاما ، ثم لا تجد عند رؤيتك له أي تغيير جوهري في ثقافته وتكوينه الذهني والمعرفي ! والسبب في هذا واضح ، وهو عجز ذهنه عن الإمساك بهذا الشتات من المعارف والعلوم ذات الطبائع والانتماءات المختلفة ، والتي وردت إليه أيضا عبر سياقات ومناسبات وقنوات شتى ...هذا اللون من التثقف لا يتيح للمرء الشعور بمباهج المعرفة ، ولا يساعده على التقدم المعرفي ، كما لا يسعفه في أي لون من الإبداع العلمي . والأهم من هذا كل ذلك أنه لا يؤدي به إلى تقدم عقلي جيد ، ولا يملكه نماذج فكرية خاصة به.والقارئ ذو الاطلاع المشتت وغير المنظم لا يملك الحماسة للاستمرار في القراءة ، كما لا يملك أهدافا محددة لها ؛ وربما كان فقد حماسته ناتجا عن فقد أهدافه المعرفية”


“نحن في حاجة إلى أن نكتشف المرأة المسلمة من جديد, وحين نفعل ذلك, فإننا سندرك أن الخسارة التي تكبدتها الأمة بسبب عزل المرأة عن تيار الحياة العامة كانت فادحة!”


“سيظل في مجتمعاتنا نوع من النقص ونوع من القصور ,وسيظل فيها من يركن إلى العادات والتقاليد على حساب الامتثال للعقيدة والمبدأ,ومن ثم فإن من واجب الصفوة من المسلمين والنخبة من المثقفين أن يكونوا أمام مجتمعاتهم,وليس في سياقها ,إنهم لايخضعون للسقف الحضاري الذي تحدده,وإنما يعملون على نحو مستمر على رفع ذلك السقف من أجل الارتقاء بالمعايير والنماذج التي تقدمها للأفراد. ”


“هناك أعداد لا تحصى من البشر وقعوا في فخ كبير حين أضاعوا الشطر الأول من حياتهم في اشتهاء الشطر الثاني وهؤلاء في الغالب سيقضون الشطر الثاني في التأسف على الشطر الأول”


“الكبار في الرؤية الإسلامية الرشيدة هم الذين تمكنوا من الخروج من دوائر اهتمامهم بأنفسهم ومصالحهم ومتعهم الشخصية ليدوروا في فلك مصالح الأمة وحاجاتها ”