“يقول له ربه في موضوع الوحدة ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم ) وذلك سر آخر من أسرار الوحدة .. فالوحدة لا تتم بمجرد توحد أفكار وتوحد عقول وإنما لابد من تأليف القلوب .. وذلك أمر لا يملكه إلا رب القلوب ، ولا تستطيع أية قيادة أن تؤلف قلوب الناس ولا تستطيع أن توحد أرواحهم .. وإنما هي على أكثر تقدير تطلق شعارات وتحرك العقول . والعقول تتبع الأهواء وتعشق الجدل وليس وراء الجدل إلا الفرقة .”
“ومن لطف الله أنه يتقرب إلينا ويتعرف علينا بأوصافنا نحن لا بأوصافه هو , وذلك على سبيل الإيناس المألوف بدلا من أن يواجهنا بذاته التى ليس كمثلها شئ فتهلكنا الرهبة ويسحقنا الجلال من ذلك الذى لا نعرف له شبيها ولا نعرف له اولا من آخر .”
“العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا.. فالعبودية في مفهومنا هي أن يأُخذ السيد خير العبد أما العبودية لله فهي على العكس أن يعطي السيد (الله) لعبده ما لا حدود له من النعم ويخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات”
“حتى الشيطان لا يستطيع أن يدخل قلبك الا اذا فتحت له البابوصادف اغراؤه هوى قلبك ...ولكنه لن يستطيع أن يحملك على ما تكره مهما بلغت وسائله ...وذلك شاهد آخر على أن الله أعتق القلبوأعتق الضمير من كل وسائل الضغط والاكراه ...”
“وما يحدث هذه الأيام أن الكل يرفع الأيدي بالدعاء لرفع الظلم ولكن الكل ظالم مستبد كل في دائرته فلا يستجاب دعاء .. وتغرق الدنيا في المظالم أكثر وأكثر.ولو ركبنا إلى الله مركب الصدق .. وعدل كل منا في دائرته وأخلص في عمله واتقى في قوله لتولانا الله برحمته ولأكلنا من فوقنا ومن تحت أرجلنا ولما احتجنا لأحد ولا لشيء .. ولكننا نتكلم في الدين ولا نعرفه وندعو إلى الأخلاق ولا نتخلق بها ..وهذه دنيانا .. أصبحت مرآه لأفعالنا .. ولا غرابة!!يقول العارفون .. كما تكونوا يول عليكم.ومن خفايا القلوب تأتي طوالع الغيوب.وإنما يبدأ كفاح الظلم .. في نفوسنا أولا.وهكذا كل شيء يبدأ منا ويرتد علينا.وبين الظلم الظاهر والعدل الخفي خيط رفيع لا يراه إلا أهل القلوب.”
“لا يوجد شيء أضحي بحريتي من أجله، لا أضحي بحريتي من أجل الوصول ولا من أجل النجاح، ولا من أجل اللقمة، ولا من أجل الأمان، وإنما أضحي بها من أجل أن أكسب حرية أكثر أصالة .”
“الله هو المحبوب وحده على وجه الأصالة وما نحب فى الآخرين إلا تجلياته وأنواره فجمال الوجوه من نوره وحنان القلوب من حنانه فنحن لا نملك من أنفسنا شيئاً إلا بقدر ما يخلع علينا سيدنا ومولانا من أنواره وأسمائه”