“سارا عبر الحقول الميّتة صامتين. سارا متجاورين صامتين كأنّهما في حلم. كأنّهما يؤدّيان طقسًا مرسومًا بعهدٍ قديم قِدَم الإنسان. كأن صمتهما إدانة لدنس اللسان. كأنّ صمتهما إكبار لبكارة السكون. كأنّ صمتهما إعادة اعتبار لقداسة الصمت مقابل خطيئة اللسان.”
“يا لكثافة الشوك الذي تخبئه عضلة اللسان”
“كأنّ الأبناء يهرمون ما إن يخرجوا من بيوت ذويهم، لأنهم إن لم يتسلحوا بوسم الشيخوخة في خروجهم إلى الدنيا، فإن الدنيا ستستخفّ بهم؛ لِتُنزل بهم الهزيمة في أول مبارزة.”
“التعبير بالكلم خطيئة لا تختلف عن خطيئة التعري إذا استبدلت بالصمت ، لأن الصمت ترويض للنفس على الحكمة ، كما الحكمة ترويض للنفس على الموت”
“هناك شرف أبعد من شرف الجسد...هناك شرف أكبر من الشرف ...و صيانه اللسان من قول الجهل ...مفتاح فى طريق الشرف الانبل ”
“اللجوء لكتم أنفاس الناس أو انتزاع ألسنتهم كتماً للسر ليس مجرد خطأ ، ليس مجرد جرم في حق الأعراف ، ولكنه خطيئة . لأن ما وُجد وُجد ليُعرف لا ليُخفَى ، والأبله هو من يحاول إعادته إلى جوف الخفاء .”
“و لهذا فإن الاغتراب خطيئة ، برغم أنها الخطيئة التي تشتري الحرية ، بل أنبل ضروب الحرية هي تلك الحرية التي تشترى بالخطيئة”