“الآن وقد طلعت أيها القمر لتملأ الدنيا أحلامًا و تُشرف على الأرض كأنك روح النهار الميت ما ينفك يتلمّس جوانب السماء حتى يجد منها منفذًا فيغيب ، فهلم أبثك نجواي أيها الروح المعذب، و اطرح من أشعتك على قلبي لعلّي أتبين منبع الدمعة التي فيك فأنزفها ، إن روحي لا تزال في مذهب الحس كأنها تجهش للبكاء مادامت هذه الدمعة فهي تجيش و تبتدر ، و لكن إذا أنا سفحتها و تعلقت بأشعتك الطويلة المسترسلة كأنها معنىَ غزلي يحمله النظر الفاتر فلا تلقها على الأرض أيها القمر، فإن الأرض لا تقدس البكاء، و كل دموع الناس لا تبل ظمأ النسيان و لو انحدرت كالسيل يدفع بعضها بعضا”

مصطفى صادق الرافعي

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى صادق الرافعي: “الآن وقد طلعت أيها القمر لتملأ الدنيا أحلامًا و تُ… - Image 1

Similar quotes

“أليس عجيباً أن كل إنسان يرى في الأرض بعض الأمكنة كأنها أمكنة للروح خاصة ؟ فهل يدل هذا على شيء إلا أن خيال الجنة منذ آدم و حواء , لا يزال يعمل في النفس الإنسانية ؟”


“و كنت كالقلب المهجور الحزين, وجد السماء و الأرض ولم يجد فيهما سماءه وأرضه”


“لا مفر للخلق من العبودية، و أنى لهم المفر و السماء فوقهم و الشرائع تحت السماء و القوانين تحت الشرائع و الرذائل تحت القوانين و الوحشية تحت الرذائل؟ فويل للمستضعفين الذين يفرون من كل فرجة بين المخالب و الأنياب و فى أرجلهم القيود الثقيلة، و ويل للإنسان الذى لا يكتفى بالله فى سمائه حتى يستعبد لصفاته فى أهل الأرض؛ فالجبروت فى الملوك و الكبرياء فى الحكام، و التقديس فى القوانين عادلة و ظالمة، و العزة فى القوة و ماذا بقى لله ويحك؟”


“و إني لأحمل في غضبها من الهم ما لا أرهق بأوجع منه لو عاداني كل من معي وجفاني كل ما حولي ،ولكانت والله قد هانت لو أنها غضبة عدو ، ولكنها غضبة حبيب هو بحبه فيها .يا ظلام القمر ... كيف تكون ظلاماً وقد تعلقت بمخلوق النور ؟؟”


“و لا يذهبن عنك أن الرجل المؤمن القوي الإيمان الممتلئ ثقةً و يقيناً و وفاءاً و صدقاً و عزماً و إصراراً على فضيلته و ثباتاً على ما يلقى في سبيلها - لا يكون رجلاً كالناس , بل هو رجل الإستقلال الذي واجبه جزء من طبيعته و غايته الساميه لا تنفصل عنه , هو رجل صِدق المبدأ , و صدق الكلمة , و صدق الأمل , و صدق النزعة , و هو الرجل الذي ينفجر في التاريخ كلما إحتاجت الحياة الوطنية إلى إطلاق قنابلها للنصر .”


“ما زلت منذ وعيت كأنما أفرغ في قلبي هذا قلوب الناس بتوجعي لهم، وحناني عليهم، وكأنما أعيش في هذه الأرض عيش من وضع رجلا في الدنيا و رجلا في الآخرة، أحفظ الله في خلقه لأني أحفظ في نفسي الرحمة لهم وإن كان فيهم من يشبه في التلفف على على دواهيه بابا مقفلا على مغارة مظلمة في ليل دامس. وأتقي طائلة قلوبهم وألبسهم على تفصيلهم، قصارا أو طوالا كما خرجوا من شقي المقص المجتمعين من الليل والنهارتحت مسمار الشمس، وأصدرهم من نفسي مصدرا واحدالأني أعلم أن ميزان الله الذي يشيل و يرجح بالخفيف و الثقيل ليس في يدي، فلا أستخف ولا أستثقل. و أعرف أن الفضيلة ليست شيئا في نفسها ، بل بالإعتبار، فلا أدري إن كانت عند الله في فلان الذي يحقر الناس أو قلان الذي يحقره الناس. وليس من طبعي أن أتصفح على الخلق، فإن من وضع نفسه هذا الموضع هلك بالناس ولا يحيون به.”