“الشوارع تضيق، تضيق و تغدو أكفانـًا نلبسها حين يداهمنا الحزن، آه من الشوارع.. هل قلت أكفانا؟ إنها تتحول إلى أشياءٍ أخرى؛ تتحول في لحظة إلى لباس و في أحيان تغدو جنَّة و في أحيان أخرى دفتر ذكريات، إن الشوارع سجل لتاريخنا السري لا نقرؤه إلا حين نشعر أننا على وشك أن نغادرها.”
“تمرّ على الإنسان أحدثا قد لا يجد لها معنى. وتمرّ أحداث يكون المعنى فيها واضحا. و في أحيان أخرى تمرّ على الإنسان أحداث قد تبدو في الوهلة الأولى أن ليس لها معنى، و لكن سرعان ما ينجلي عنها معانٍ و معانٍ كفيلة بأن تغيّر مسار حياته إلى الأبد”
“إن الكلمات تموت في أحيان كثيرة قبل أن تصل إلى سامعها , فالكلمات أشبه بالروح التي تخرج من الجسد و تطير و تتلاشى قبل أن تلمح منها شيئاً .”
“هل تتذكر تلك اللقاءات، كل الشوارع التي مشيناها حتى تآكلت في قدمينا الأرض، دون أن يذوي من شفتينا القول، حين حان الفراق، كان الافتقاد والحنين لكما معا.أرسلت لي مدندنا :"خاصمت الشوارع،خاصمت البيوت،وكل الحاجات اللي كانت تفوت علينا سوا"أما أنا فتصالحت مع الشوارع الجديدة أمهدها لأقوال أخرى، ومشاوير نسيرها معا، ومخزون كبير من الحواديت....”
“أنا أيضا أصبحت أخرى.. أخرى تصافحها سريعا كما يجدر بك مصافحة الأخريات، و لا تترك يديها طويلا عن عمد.. أخرى لا يجوز أن تضيق عينيك عند اللقاء فتصبح هي في منتصف الرؤية”
“تحللت الموسيقى إلى ماء قذر . تعوي اليوم في آلات تنبيه السيارات.في المطاعم ، في المصاعد ، في الشوارع ، في قاعات الإنتظار ، في التليفونات ، و في الآذان المسدودة بالووكمان.تحول المستقبل إلى نهر هائل.طوفان من النغمات ، تطفو فيه جثث الموسيقين بين الاوراق الميتة و الأغصان المقتلعة.”