“تحكى الأسطورة القديمة أنه كان هناك شاب اسمه نرسيس كان مفتونا بنفسه، رأى هذا الشاب بحيرة صافية فلم ينتبه إلى جمالها، ولكن أسعده فقط أنه كان يرى وجهه من خلال صفحة ماء البحيرة الصافى التى كانت فى جلاء المرآة، فكان يذهب إلى البحيرة كل يوم ليتأمل جمال وجهه، كان مفتونا بصورته ذاهلا عما حوله لدرجة أنه لم ينتبه إلى موضع قدميه فسقط فى البحيرة وغرق، وفى المكان الذى سقط فيه نبتت زهرة سُميت نرسيس (نرجس) وعندما مرت الملائكة على البحيرة وجدتها تحولت إلى دموع، لم يدهشهن هذا فلا بد أن البحيرة حزنت كثيرا على نرسيس الجميل الذى كان يأتى إليها كل يوم، ولكن البحيرة قالت للملائكة إنها لم تلاحظ أبدا أن نرسيس جميل لأنها كانت دائما مشغولة عندما ينحنى على ضفافها بتأمل جمال صفحتها فى عينيه.”
“ويُجمع الجميع أن كل حكمته كانت تنبع من عنايته بالإشارات الخفية. ويقال أن الموت أيضا لم يفاجئه. رأى في منامه أنه يقف تحت السدرة الأسطورية الضائعة في غرب الصحراء ويشرب من ماء البحيرة. فقال له العراف في الصباح: أعد نفسك للرحلة. إنها سدرة المُنتهَى.”
“توجد مجموعة قصصية جميلة للأديب نجيب محفوظ اسمها صباح الورد، تضم مجموعة قصص قصيرة، بينها قصة عن الشارع الذى انتقل إليه نجيب محفوظ فى العباسية، وقد كان يضم 15 عائلة متنوعة، من علمانى إلى وفدى، ومن ملكى إلى تركى الأصل إلى ريفى، ولكن هذا الشارع كان قادراً على استيعاب كل هذا التنوع، وأظن أن هذه هى مصر بوكيه ورد جميل متنوع، قادرة على استيعاب كل مكوناته كلما كانت معافاة (وواقفة على رجليها) اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.”
“كل ما فى الأمر أنه قد حان الوقت لتكتشف أن العالم الذى كنت تعيش فيه لم حقيقيا ، ربما كان مجرد واقع إفتراضى”
“كان يعذبنى سخطى على نفسى، وكنت آسفا على حياتى التى كانت تمضى بهذه السرعة وعلى هذا النحو غير الممتع، فرحت أفكر فى أنه من الخير لو استطعت أن أنزع من صدرى قلبى الذى أصبح ثقيلا هكذا.”
“هذه البحيرة ليست ماء. كانت شخصًا تحدثتُ إليه طويلاً، ثم ذاب!”