“و الحضارة البشرية سارت في طريقها خطوة خطوة وراء الكشوف. و لم تجئ طفرة، لأن خلافة الأرض تركت لهذا الإنسان، و لمداركه التي زوده الله بها ليخطو في كل يوم خطوة؛ و يعيد تنسيق حياته وفق هذه الخطوة. و إعادة تنسيق الحياة وفق نظام جديد لسيت سهلة على النفس البشرية؛ فهي تهز أعماقها؛ و تغير عاداتها و مألوفها؛ و تقتضي فترة من الزمان لإعادة الاستقرار الذي تطمئن فيه إلى العمل و الإنتاج. و من ثم شاءت حكمة الله أن تكون هناك فترة استقرار تطول أو تقصر. بعد كل تنسيق جديد.و القلق الذي يستولي على أعصاب العالم اليوم منشؤه الأول سرعة توالي الهزات العلمية و الاجتماعية التي لا تدع للبشرية فترة استقرار، و لا تدع للنفس فرصة التكيف و التذوق للوضع الجديد.”