“كان المنتحر رسّامًا مغربيًا حاول أن يوقّع على لوحة حياته توقيعًا حزينًا , فانتحر. كان طيبًا. ما كانت له هواية عدا التنفس. كانوا يعرفون خطورة التنفس عندما يبدأ هواية ويتحول فجأة إلى مبدأ. كانوا يعرفون ذلك, فألقوا بالغازات السامّة , ملأوا بها سماء البلد الطيب وهاجر الفنان يبحث عن أوكسجين. جاءنا.. ولكنه مااستطاع الحياة بعيدًا عن السماء الأولى.فقد أكتشف فجأة أنه نسي رئتيه هناك فانتحر. - 13”
“كان طيباً.ما كانت له من هواية عدا التنفّس.كانوا يعرفون خطورة التنفس عندما يبدأ هواية ويتحول فجأة إلى مبدأ.كانوا يعرفون ذلك، فألقوا بالغازات السامة، ملأوا بها سماء البلد الطيبوهاجر الفنان يبحث عن أوكسجين.”
“النسيان أمر مراوغ ، يبدو للمرء أنه نسي، يظن أن رغبة ما، فكرة ما، واقعة ما سقطت منه، ضاعت؛ و الدليل غيابها الكامل عن وعيه، يتطلع إلى ذلك النهر فيرى عليه ألف شئ، مراكب كبيرة أو صغيرة، بشراً عديدين، قشة تطفو على السطح أو مخلّفات لا قيمة لها، ثم ينتبه ذات يوم أن ذلك الشئ يطفو فجأة كأنه كان محفوظاً هناك في القاع، مغموراً بالماء، مستتباً كشجيرة مرجان أو لؤلؤة مستقرة في محارة.”
“كان جيل فلسطيني كامل يستخدم كلمة النكبة حتى عندما تنفق بقرة أو يموت حصان، فيقولون »فلان انتكب« لأن بقرته ماتت. هذا الجيل اضطر أن يستوعب فجأة نكبة جماعية حقيقية لم يحلم بها، نكبة فقدان الوطن أو البلاد. كان »البلد« في الذهن هو مفهوم القرية الضيق الذي حوفظ عليه في المخيم أما مفهوم الوطن السياسي فقد كان »البلاد«. عرف هذا الجيل فجأة نكبة الغربة والسير على الأقدام في البحث عن مأوى في »بلاد« أخرى لم تصبح هي أيضا بلدا رغم أنها لم تمر بنكبات صهيونية. بحث عن مأوى إلى أن تنجلي العاصفة كما وعدوه.”
“تذكرت فجأة عندما منذ عام, كنت أمرّ بمدينة في ذلك البلد المجاور,وإذ بسيارة تتوقف ، وجموع الفلاحين يسرعون نحوهاليلثمّوا يد رجل ينزل منهاويمدّ يده نحوهم بكل برودة وتجاهلقبلها كنت أتحدث كثيرًا عن الثورةيومها ما كان بإمكاني تغيير شيء في ذلك الموقف ،فأفكاري لن تمنح رغيفًا لفقيرولا هي ستردّ الكرامة لرجل مُهان. ما عاد يكفي أن نثور”
“كان يريد أن ينقذه وينقذهم من صدام محتم، والأهم من ذلك أنه كان يدافع عن نفسه، عن اختياراته!”