“إن حياتنا اليومية مفخخة بالصدف وتحديداً باللقاءات العرضية بين الناس والأحداث ، أي مانسميه المصادفات : والمصادفة هي لحظة يقع حدثان غير متوقعين في الوقت نفسه قيتلاقيان .في أغلب الأحيان تمر مصادفات كثيرة دون أن نلاحظها اطلاقاً”
“في اعتقادنا جميعاً أنه لا يعقل لحب حياتنا أن يكون شيئاً ما خفيفاً، دون وزن. كلنا نتصور أن حبنا هو قدرنا وأن حياتنا من دونه لن تعود حياتنا.”
“إن الإصابة بالدوار تعني أن يكون المرأ سكران من ضعفه الخاص ، فهو يعي ضعفه لكنه لا يرغب في التصدي له بل الاسترسال فيه . ينتشي بضعفه الخاص فيرغب في أن يكون أكثر ضعفا ، يرغب في أن يسقط أمام أعين الآخرين ، يرغب في أن يقع أرضا ، تحت الأرض بعد .”
“لكن هل الثقل هو حقا فظيع؟ و جميلة هي الخفة؟الحمل الأكثر ثقلا هو في الوقت ذاته صورة للاكتمال الحيوي في ذروته,فكلما كان الحمل ثقيلا, كانت حياتنا أقرب إلي الأرض, وكانت واقعية أكثر و حقيقية أكثر.وبالمقابل فإن الكائن الإنساني عند الغياب التام للحميل يصير أكثر خفة في الهواء, محلقا بعيدا عن الأرض و عن الكائن الأرضي, يصير شبه واقعي و تصبح حركاته حرة قدر ما هي تافهةإذا ماذا علينا أن نختار, الخفة أم الثقل؟شئ واحد أكيد: النقيضان الثقيل –الخفيف هما الأكثر غموضا و التباسا بين كل المتناقضات”
“لا يمكن للانسان أبدا أن يدرك ماذا عليه أن يفعل لأنه لا يملك الا حياة واحدة لا يسعه مقارنتها بحيوات سابقة ولا اصلاحها في حيوات لاحقة....لا توجد أي وسيلة لنتحقق أي قرار هو هو الصحيح لأنه لا سبيل لأية مقارنة ،كل شئ نعيشه دفعة واحدة مرة أولي ودون تحضير . مثل ممثل يظهر علي الخشبة دون أي تمرين سابق .ولكن ما الذي تساويه الحياة اذا كان التمرين الأول الحياة نفسها ؟ هذا ما يجعل الحياة شبيهة دائما بالخطوط الأولي لعمل فني،ولكن حتي كلمة خطوط أولي لا تفي بالغرض . فهي دائما تبقي مسودة لشئ مارسما أوليا للوحة ما. أما الخطوط الأولي التي هي حياتنا فهي خطوط للاشئ ورسم دون لوحة”
“ثمة أمر رائع في مقالك و هو رفض المساومة. فهذه القدرة , و التي نحن في طريقنا إلي خسارتها,هي التي تميز بوضوح بين الخير و الشر. لم نعد نعرف ما معني أن نكون مذنبين. فالشيوعيون وجدوا لأنفسهم ذريعة مفادها أن ستالين هو الذي خدعهم. كما عندما يبرر القاتل نفسه متذرعا بأن أمه لم تكن تحبه و أنه كان محروما من العطف.و لكنك جئت فجأة و قلت: لا مكان للتبرير.إذ لم يكن أحد في روحه و ضميره أكثر براءة من "أوديب".و مع ذلك فقد عاقب نفسه بعد أن رأي فعلته.”
“يمكنني القول ربما أن الإصابة بالدوار تعني أن يكون المرء سكران من ضعفه الخاص, فهو يعي ضعفه لكنه لا يرغب للتصدي له بل الاسترسال فيه. ينتشي بضعفه الخاص فيرغب في أن يكون أكثر ضعفا, يرغب في السقوط أمام أعين الآخرين في وسط الشارع, يرغب في أن يقع أرضا, تحت الأرض بعد.”