“هناك أشياء تخفيها عنه . أشياء لا تعرفها. لكنها تدرك جيدا كم هي مثقلة. لم تبح. وفي خلفية رأسها الآن يتردد صوت أمها الساخر "أهو ده اللي كان ناقص كمان، رايحة لواحدة بتفسر الأحلام، مافاضلش بقى إلا قراية الكف وفتح المندل. يا خيبة أملي فيكِ، ييجي أبوكِ يشوف تربية إيديا".”
“كم هو مزعج صوت الصمت فى المكان! كأنه طنين لا يتوقف لذبابة عملاقة لا تراها”
“ تعرفي يا سارة أنا بأحمد ربنا على وجودك في حياتي قبل موت أمي. مش عارف لو ماتت وانتِ مش معايا كنت هاعمل ايه؟! " انخطف قلبها .. رأت في تلك الجملة أجمل هدايا العشق. ربما لأنها قد مست خوفا لديها من مواجهة الحياة بعد ذهاب ابيها. احساس غائم بعدم الأمان يرقد على عمق بعيد جدا في العتمة. وهاجس أن تعيش مرة اخرى تلك الحالة من البعثرة في العراء، وحيدة، مجروحة وعليها ان تبدأ من جديد مثلما كان الأمر بعد ان تركت وراءها عشر سنوات من الزواج ولم يكن لديها من سند إلا ابوها بعد ان رحلت كاتي وتركتها بعد سفر اخيها أيمن. لكنها في تلك اللحظة لم تستطع إلا ان تخرج ذلك الهاجس من كهفه المظلم. وتعترف بصوتها العميق الذي كان قد امتلأ حتى الحافة بالحنان وفاض "وانا كمان”
“عندما تكون الحياة كلها أنصاف أشياء , أليس من حقنا أن نسعى الي شيء واحد مكتكل في دوائرنا القريبة!!!!”
“- أيتها الربّة المباركة، بجبينك الوضّاء .. تسألينني أي وجع جديد قد حل بي ولم أناديك، تستفهمين عن تلك الرغبة المجنونة تتأجج في قلبي، وعمن – في هذه اللحظة – يغويني، من ذاك البهي الذي أفلح، ومن آذاك يا ابنتي؟ فإن كان يراوغك الآن سيأتي حتما، وإن كان يُعرض عن هداياك فسيأتي يوم يمنحك هداياه، وإن كان لا يعرف للعشق لذعة سيتسلل إلى دمه العشق حتى لو ببطء، وعلى استحياء.”
“الحيوان يا دارية هو روح الحقيقة اللي جوانا بكل دناءتها وسموها”
“لا يزال رحيل أمها المبكر يؤلمها، اخذ منها الأمر سنينا من الخوف قبل ان تترك محمود لتبدا من جديد. ولم تكن لتتمنى أن يتركها نديم بتلك الطريقة المفاجئة كما سيتركها أبوها يوما ما. وأيضاً بدون توقع. فلحظة التخلي تلك لم ترتبط في ذهنها إلا بلحظة الوقوع في أيدي غرباء ينفذون فيها مشيئتهم. يذبحونها او يحرقونها بينما تحركهم النيات الطيبة أن يخرجوا منها تلك الساحرة القديمة.”