“ربما بعدما رأيت فداحة الواقع , صرت أكثر تفهما لوالدي , لتظلّله في الرفض والعزلة . فهمت خوفه علي لأني أدركت أنه كان يعرف أننا ممنوعون عن الأحلام والحياة , فاختار الموت الحي لأن الموت الآخر قادم عاجلا أم آجلا .كان يعرف أن الأسوار تنهار , وأن المخططات تفشل , وأن الأحزان تفترس الكيان , وأن الشر ينتصر , ويموت الأصدقاء , ويحمل الآباء دماء أبنائهم إن أطلقوهم إلى الخارج , وأن خيانة الذات تتحول إلى نمط للعيش , وان الصور تكذب , وأن النصر ليس قدرا , وأنه ممنوع عن مدينته المظلمة التى أدمنت الكآبة .”