“خصوصية المأساة عند جيل خاض تجربة التمرد ، هى أنه مهما كان مصير كل واحد من أبنائه ، سواء سار فى سكة السلامة ، طريق التوبة و الإذعان لقوة الأمر الواقع ، و حتى إعلان الكفر بكل قيم التمرد القديم ، أو سار فى طريق الندامة ، الإنهيار ، إعتزال الحياة ، المرض النفسى ، فإنه شاء أم أبى لا يعود أبداً نفس الشخص الذى قبل أن تبتليه غواية التمرد ، لقد مسه الحلم مرة ، و ستبقى تلاحقه دوماً ذكرى الخطيئة الجميلة ، لحظة حرية ، خفة ، لا تكاد تحتمل لفرط جمالها ، تبقى مؤرقة كالضمير ، و ملهمة ككل لحظة مفعمة بالحياة ،و الفاعلية مؤلمة”
“فأنت حتما لن تعود أبدا نفس الشخص الذي كنَته قبل أن تبلوك غوايةالتمرد، وليس فقط لأنه جميل. فلأن التمرد لحظة حرية استثنائية.”
“بقالى سنة بالتمام و الكمال مش قادرة أقرأ!! و رغم ان فضولى للمعرفة ما انتهاش, بالعكس لكن "السلام" اللى كنت مطمئنة دايما انى حا لاقيه فى القراية, ما عدتش قادرة أبحث عنه فيها, و مش عارفة هل السبب فى ان الصيغة دى اللى ربما تكون بتحولك الى متأمل صرف لم تعد قابلة للاستمرار, و لو بحكم المرحلة دى من العمر؟ أم ان السبب فى الحرمان الطويل, العريق, من الدفء الانسانى الكافى لبعث الاطمئنان و القوة فى القلب, ليجترىء على مصاعب رحلة الكشف و التمرد... انه جف خلاص و ما عادش قادر يقتات على فتات قديمة, معظمها كان - فى الواقع - أوهام اتحطمت, كأن قدرتى على الاستمرار بعد الصدمات, كانت هى القدرة على تجديد الوهم! ... كنت دايما باعزى نفسى بالظن بانى أخطأت السبيل لمقصدى, و أواصل البحث محملة بنفس الأوهام غير منقوصة, عن الجمال فى بشر غير اللى عرفتهم, و فى النهاية, لما باتطلع داخلى مش لاقية غير مقبرة جماعية.”
“فالواقع "ان سكة اللي يروح ما يرجعش" ليست سكة ثالثة، انما هي كامنة في قلب اللحظة التي تقامر فيها بوجودك لتتبع حلما، ويستوي بعد ذلك أن تسير في سكة السلامة أو الندامة.”
“خطأ ما وقع ،لا ندرى أين ،لا ندرى متى، محا الحب من قائمة المشاعر و كتبه فى قائمة الفضائح ،فصار هذ الحب منبوذاً قبل أن يُفهم ،مرفوضاً قبل أن يتكلم، و منفياً خارج حدود الوطن حتى قبل أن يفكر فى التمرد”
“انتهت الحرب بالنصر لنا جميعا،الحجارة و الأشجارو الحيوانات و الحديد،و أنا الآن تحت هذه السماء الجميلة الرحيمة أحس أننا جميعا اخوة.الذى يسكر و الذى يصلى و الذى يسرق و الذى يزنى و الذى يقاتل و الذى يقتل.الينبوع نفسه ولا أحد يعلم ماذا يدور فى خلد الاله .لعله لا يبالى.لعله ليس غاضبا .فى ليلة مثل هذه تحس أنك تستطيع أن ترقى الى السماء على سلم من الحبال.هذه أرض الشعر و الممكن و ابنتى اسمها آمال.سنهدم و نبنى و سنخضع الشمس ذاتها لارادتنا وسنهزم الفقر بأى وسيلة.”
“صيحتي إلى الطلبة هي أن يتمسكوا بالرجولة ،و المعنى الذي أقصده من الرجولة هنا هو أن تكون شجاعتهم مستمدة من نفوسهم لا من الملابسات الخارجية . وإذا كنت أنصحهم بعدم الخنوع عند وقوع الظلم ، فإني لا أكون أقل نصحا لهم بعدم التمرد عند إطلاق الحرية ، فالخنوع للظلم ، و التمرد على الحرية هما على قدر واحد من الدلالة على الضعف النفسي ، فليطهروا أنفسهم من ضعف الخنوع و من ضعف التمرد”