“و أحياناً يغمض الإنسان عينيه و يموت ، دون أن يعرف إجابة هذا السؤال القديم : لماذا جاء إلى هذه الحياة !؟”
“إن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يروعه الفرق بين الأشياء كما هي و الأشياء كما يجب أن تكون.. هذا هو الإنسان.. فإذا كف الإنسان عن ملاحظة هذا الفرق.. إذا كف عن الحلم.. إذا تجاعي منه حلمه و ترك الواقع يغرس أعلامه في صحراء الروح.. فقد تحول الإنسان إلى مخلوق لطيف يهوهو بفمه و يهز ذيله و يترقص لسيده”
“حـمى رب البيت بيته لحكمة عليـــا .. لم تكن هذه الحماية تكريما لمن يعيش في البيت وقتذاك .. و لا كانت استجابة لدعاء الوثنيين و عباد الأصنام الذين يملأوون ساحاته .. كان سبحانه و تعالى يريد بهذا البيت أمرا .. يريد أن يحفظه ليكون مثابة للناس وأمنا .. ليكون نقطة تجمع للعقيدة الجديدة تزحف منه حرة طليقة نحو أرض حرة آمنة .. لا يهيمن عليها أحد من الخارج .. و لا يسيطر عليها من يحاصر الدعوة .. ذلك ان هناك في بيت من بيوت مكة .. جنين لم يولد بعد .. أمه تحمل اسم آمنة بنت وهب .. و أبوه عبد الله من سادات العرب .. و الطفل لم يولد بعد .. و لم يكلف بعد بالنبوة .. و لم يحمل الاسلام ثقيلا على كاهله و رحمة للعالمين .. ثم يجيء أبرهة يريد أن يهدم هذا كله .. دون أن يعرف هذا كله .. إن مأساة أبرهة - برغم ظلمه - أنه حاول اعتراض المشيئة الإلهية .. فسحقته المشيئة الالهية بمعجزة صامتة و خاطفة”
“ما يعذب إنسانا قد لا يكون كافيا لتعذيب إنسان آخر, و النار التي تشتعل حولنا قد تحرقنا فنموت, و بذلك يتوقف العذاب, غير أن هناك نارا تشتعل داخلنا فلا نموت, تحرقنا و نحن أحياء, تقوضنا من الداخل و تنتشر يوما بعد يوم و نحن نعيش, تأكل الجلد الذي يموت و تجدد الخلايا, أي شئ أرهب من هذه النار, أسير في حدائق الندم, انفتحت أمامي كل أسوارها فجأة.”
“و لكي يكون المرء حيا يجب أن يملك القدرة على أن يستقل بعقله عن البيئة المادية وهموم الحياة و مشاغلها”
“أن تكون الدنيا في يدك وخارج قلبك، أن تكون قادرا عليها و سيدا فيها و مزدريا لها و محتقرا لها في نفس الوقت، هذا هو الزهد”
“ليس هناك كنوز عظيمة تعيش فوق سطح البحر, تختار كنوز المعاني أن تختبئ مع لآلئ القاع تحت أعماق من المياه و الصخور و المخاطر و الضغط و المعاناة,و ليس أمام من يريد اكتشاف الآلئ إلا الغوص نحو القاع, و لابد لمن يريد الحقيقة أن يترك سطح البهجة الأزرق اللامع, و يمضي وراء الخوف حتي يحدق فيه دون خوف.”