“إن روح الله تملأ المكان ولا تستطيع أن تحبس دموعكإنه بيت الله الحرام، وأنت تحس به سبحانه أقرب إليك من حبل الوريد..تحت جلدك وفي قلبك وفي ذهنك..يملأ عليك حواسكفتراه سبحانه على كل سطح جماد وفي كل حبة رمل .. في الوادي في الصحراء، لا أحد سواهإنه هو وحده الموجود وكل شئ دونه غثاء.. فقاعاتإنه هو وحده الحق وكل ما عداه باطل”
“إن أول خطوة في طريق بناء الذات ، هي أن نقوم دائماً بتقوية هذا الهاجس، أو الخوف الداخلي في ذواتنا من أن نسقط فريسة الاغتراب عن الذات وأعظم مصائب الاغتراب عن الذات عند مفكر ما هو التقليد، والتقليد يعني أن يسجن المرء نفسه في أطر حددت في غيبة منه وهذه الأطر يمكن أن تكون : 1.تقليدية : أي فرضت عليك قبل أن يوجد. وأولئك الذين وضعوا هذه التقاليد كانوا مبتكرين، لكنك تقبلها وأنت غريب عن ذاتك.2. حينما يسيطر عليك إحساس كاذب أنك قد تخلصت من السنن القديمة الموروثة. ومن الممكن ألا تكون قد اكتسبت هذا الخلاص بنفسك، بل يمكن أن تكون جاذبية التقليد لبعض الصيغ المسيطرة على العصر، أو القوى ذات الوزن الأعظم، أو القدرات الجبارة التي ركزت سيطرتها على العصر قد نقلتك من سجن التقاليد إلى سجنها هي وأنت تحس أن تغير السجن هو الخلاص، في حين أنك انتقلت من نوع من الاغتراب إلى نوع آخر.”
“أما الاسلام، "مصباح الطريق" الذي هو "لا شرقيٌ ولا غربيٌ" هذه الكلمة الطاهرة كالشجرة الطيبة أصلها في "الأرض" وفرعها في "السماء" فهو يرى الواقع الموجود في الحياة، في الروح والجسد، في العلاقات الإجتماعية، في بناء المجتمع وحركة التاريخ -خلافاً للمثالية-، وكالواقعية، يعترف بوجود هذه الأمور ولكنه -خلافاً للواقعية- لا "يرضخ ل...ها" بل "يغيرها " يبدل "ماهيتها" بأسلوب ثوري، ويقودها في مسير مثالياته ومن أجل الحصول على أهدافه المثالية، "يتوسل" بغاياته "الحقيقية" لكن غير الواقعية" فلا يستسلم لها كالواقعي بل يضعها له، ولا يفر منها كالمثالي، بل يذهب نحوها ويشد بحبله على رقبتها، ويطوعها، وهكذا يجعل مما كان "حاجزاً للمثالي، "مركباً" مثالياً له.”
“إنه لمن سوء الحظ ، ألا نُدرك ما يُراد بنا ، فَنُصرَف عما ينبغي أن نفكر فيه كأفراد ومجتمعات ، فيصيب غيرنا الهدف ، ونحن لا نشعر ! ومن أجل هذا قلت ، إنك إذا لم تكن حاضر الذهن في " الموقف " فكن أينما أردت .والمهم أنك لم تحضر الموقف ، فكن أينما شئت ، واقفا للصلاة أو جالسا للخمرة ، فكلاهما واحد .إن المستعمرين قد لا يدعونك دائما إلى ما تشاء منه ، حتى لا يثيروا انتباهك ، فتفر منهم إلى المكان الذي ينبغي أن تصير إليه ! بل هم يختارون دعوتك حسب حاجتهم ؛ فيدعونك أحيانا إلى ما تعتقده أمرا طيبا من أجل القضاء على حق كبير ، حق انسان أو مجتمع ، وقد تُدعى لتنشغل في حق آخر ، فيقضون هم على حق محق آخر .عندما يشب حريق في بيت ، ويدعوك أحد للصلاة ، والتضرع إلى الله ، ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن ، لأن الإهتمام بغير اطفاء الحريق ، والإنصراف عنه إلى عمل آخر ، هو الأستحمار ، وإن كان عملا مقدسا ، وقوفا في الصلاة ، أو انشغالا بمطالعة أحسن الكتب العلمية والأدبية ، أو مناجاة مع الله ؛ وأي شئ تنشغل به في هذا المجال ، يفيد أن المسبب قد استعمرك . وإن أي جيل ينصرف عن التفكير في " الدراية الإنسانية " كعقيدة واتجاه فكري ، ومسير حياتي ، وتحرك مداوم إلى أي شئ حتى ولو كان مقدسا ، هو استحمار . وقد لا يدعوك الإستحمار إلى القبائح والإنحرافات أحيانا ، بل بالعكس ، قد يدعوك إلى المحاسن ، ليصرفك عن الحقيقة التي يشعر هو بخطرها ، كيلا تفكر أنت بها ، فتنبهك الناس وهنا يغفل الإنسان ، ويتجه نحو جمال العمل ، ولطافته غافلا عن الشئ الذي ينبغي أن يَعِيه ، وهذا هو الإستحمار من طريق غير مباشر .”
“. إن عظمة الله تتجلي في العدل بين سائر عِباده ، ففي حين أنه – سبحانه وتعالي – يرانا من فوق سبع سماوات ، فهو – في نفس الوقت- أقرب إليك من حبل الوريد .هل تدرك ذلك ؟”
“من المسلم به، أن المجتمع الذي يرتبط بهدف عال، بعقيدة وإيمان، ويتفوق على كل قدرة، حتى ولو كانت القدرة التي تسيطر على "المنظومة الشمسية”
“إن قيمة كل واحد منا على قدر ايمانه بنفسه”