“ابتعدت الخطوات رويدًا رويدًا فسحبت نفسًا عميقًا. سحبت نفسًا ظلّ حبيسًا لزمنٍ طويل. سحبت النفس على مراحل. سحبتُ النفس متزامنًا مع إيقاع خطواتهما, ولم أطلقه إلّا في زفرةٍ جنونيةٍ استمرّت طويلًا. بدأتُ أتلقّف الهواء وأبدّد الهواء كأنّي ألهو. كأني اكتشفت حقيقة الهواء لأول مرّة. كأني اكتشف حقيقةً نسيتُها دومًا وهي أن هذا الهواء الذي نستهين به ونعدّه تحصيل حاصل ليس ضرورةً للحياة وحسب, ولكنه هو الحياة.ولكننا لا نعترف بهوية الأشياء ما لم نفقد الأشياء”
“أقف في شرفتي صباحًا أصافح ذرات الهواء بحنو .. وأمر على كل ما حولي من نسمات بمسٍ خفيف هذا الهواء يلفه البرد ويفتقدنا حين نرحل ونترك له البرودة تسري بالحيز الذي شغلناه منه .. لسنا من يمدهم الهواء بالدفء فقط .. نحن أيضًا من نمد الهواء بهربما لذلك يزداد العالم برودة مع الوقت ويخفت الدفء بكثرة الراحلين!هناك من سيبكيني بوفاء عندما أرحل.. إنه الهواء .. هو يعلم كم أحببته وكم ظلّ صديقًا وفيًا, أستطيع أن أشعر بذلك حين أصافحه كل صباح من براح نافذتي !”
“تتلاشى عبر نسمات الهواء أكثر الأشياء زيفًا وضعفًا”
“الماء” و “الهواء” أرخص الأشياء على هذا الكوكب ، وأغلاها أيضاً ! فكروا بأنفسكم ، تلفتوا حولكم ، ستكتشفون أن لديكم الكثير من الأشياء الثمينة. التي تظنُون أنها رخيصة ، ولكنّها غالية جداً”
“الهواء الذي عبرك للتوّ .. أخذ شيئا منك ، ليزرعه في مكانٍ ما .. من هذا الكون ..”
“الهواء الذي عبرك للتور أخذ شيئا منك ليزرعه في مكان ما من هذا الكون”