“كانت تنهشهما الحيرة في هذه الليلة اللانهائية، وهما دروغو وترونك مستندان الى الحاجز وقد سمّرا أعينهما نحو العمق، هناك حيث يبدأ سهل التتار، على حين بدت البقعة الغامضة ثابتة في مكانها كأنها تغفو مضطجعة، ثم رويداً رويداً أخذ يتملك دروغو شعور أن هذا مجرد لا شيء. إنه مجرد جلمود يشبه راهبة، وأن عينيه مخدوعتان، إنه مجرد تعب، وهمٌ أخرق. ها هي ذي ظلال مرارة كثيفة تلامسه. بالضبط كما يحدث عندما تمرّ بنا ساعات القدر دون أن تمسنا، ومن ثم يضيع صخبها بعيداً عنّا، على حين نبقى نحن وحيدين، تائهين في لجة بعض الأوراق اليابسة، نجتر حسرة تلك الفرصة الضائعة”
“حين تقرر أن تكتب اسمك على الأوراق الأشد خضرة في شجرتك , لا تنس أن تلك الأوراق بالذات أول ما سيسقط عندما يأتي الخريف !”
“هناك حوادث في التاريخ يبقى منها مجرد ذكريات ثم تستحيل الى سطر أو سطرين في سجل كبير و تسقط من الذاكرة و هناك حوادث خالدة لا يمكن أن تنسى”
“حين أتى كانت رياحُ القلب في أوج استكانتهاوالهدوء المثير يثقبُ صخبَ المكانفيا أيها الآتي كن رويداً رويداً أو لا تكنفالقلبُ أوهى من صرير احتكاك شروعين في الحلم المضيء .”
“فقد ترجح العاصمة كفة بقية البلد ببساطة وسهولة. ولهذا ليس من المبالغة في شيء ان نقول إنه إذا لم تكن مصر هي القاهرة - كدنا نقول امبراطورية القاهرة- فإنها على الأقل قد أصبحت مجرد ضاحية شاسعة للعاصمة. وليس من مجرد الصدفة على الأرجح أن مصر من البلاد القليلة التي يطلق فيها اسم البلد على العاصمة في العرف الدارج رغم اختلافهما رسميا”
“وأعلم أن ارفع منازل الصداقة : منزلتان :الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسيء إليك ,ثم صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكيلا تسيء إليه.وأنت لا تصادق من الملائكة , فاعرف للطبيعة الإنسانية مكانها فإنها مبنية على ما تكره , كما هي مبنية على ما تحب , فإن تجاوزت لها عن بعض ما لا ترضاه ضاعفت لك ما ترضاه فوفت زيادتها بنقصها.”